البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : دوحة الشعر

 موضوع النقاش : زمنٌ للشعر والجريمة    قيّم
التقييم : التقييم :
( من قبل 1 أعضاء )
 عبدالرؤوف النويهى 
12 - أكتوبر - 2011
فى سنوات التكوين ..حصدت معارف شتى  من الآداب العالمية ،كنت أسابق عمرى أن ينقضى بلا زاد أو مؤنة سفر يطول .
همتُ عشقاً بالشعراء ،إنه الناس "أنتم الناس أيها الشعراء" وعثرت على أحد شعراء صباى "الكسندر بوشكين " أمير أمراء الشعر الروسى .
 وفى وأثناء الثورة الشعبية المصرية 25يناير 2001م  عدتُ وبقوة إلى قراءة ماتجمع فى مكتبتى من دراسات أو دواوين شعر مترجم للشعراء الروس ..وقرأت ماكتبه بوشكين م نثر أو شعر ..
وها أنا أحاول الكتابة عنه .
.فلعلنى  أوفى هذا الشاعر بعض حقوقه علىّ.
شاهد التعليقات الأخرى حول هذا الموضوع
أضف تعليقك
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
زمن للشعر والجريمة.............    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
(5)



أرض روسيا الشاسعة الخضراء ،وحكم القياصرة الطغاة ،ونظام القنانة"الرق" السائد فى البلاد.لم يكن الإنسان الروسى فى القرن الثامن عشر سوى شيىء يباع ويشترى ،بل تنشر الصحف إعلانات واضحة "ببيع إمرأة " وعمل مزاد علنى لبيع مجوهرات وثيران ونساء وأطفال وشباب ..
كان الإنسان فى روسيا لاقيمة له إلا للقياصرة والنبلاء ورجال الدين والعسكر ..فلا حرية ولارفاهية ولا وجود إلا للصفوة والنبلاء ،أما عامة الشعب الشغيلة ،فهم تروس فى آلة ضخمة ،فهم الفلاحون فى الحقول المترامية الأطراف ،وهم الخادمون فى القصور ،وهم الصناع لمتع النبلاء ،وهم الحشرات التى تداس بالأقدام ...فعامة الشعب ما هم إلا عبيد أذلاء.

(ويحضرنى أحمد عرابى وتوجهه إلى قصر عابدين لمقابلة توفيق خديوى مصر ..لتقديم مطالب الشعب ورد الخديوى عليه بغطرسة واحتقار :"هذه البلاد ملك لآبائنا ونحن من بعدهم ،وما أنتم إلا عبيد إحساناتنا ".
وأزداد دهشةً من هذ الرد الصفيق، الذى إن دل يدل دلالة واضحة على الشعب المصرى- آنذاك- لم يكن شيئاَ على الإطلاق ،حتى أنه لم يكن سوى عبيد للإحسان الذى يمنحه الخديوى وعطفه عليهم ،فلم يكن الشعب عبيداً أذلاء ،لكنه لم يصل، بعد، إلى هذه المرتبة السامية ،فهم عبيدللإحسان الذى يتعطف به الخديوى ) .


صارت الثورات الشعبية تجتاح الأراضى الروسية وتهز عرش الطغاة ،وكانت تقابل بالنار والحديد والاعتقالات .

وسط هذه الثورات والاحتجاجات الشعبية التى تهز المجتمع من جذوره وتسعى نحو إقامة مجتمع إنسانى كريم .
أشرقت شمس يوم جليل وقد ولد بوشكين ..فرأى منذ نعومة أظفاره هذا الفقر وهذا القهر وهذا الجوع وهذه العبودية لشعب يعانى المعاناة الدامية ..قرأ وسمع عن الحركات الثورية التى قام بها بوجاتشوف سنة 1773م والتى طالبت بالعديد من الإصلاحات ولم يكن مصير زعمائها إلا القتل والتنكيل بهم وسحقهم بقسوة .. وظهر المثقفون الثوريون أمثال راديشيف وكتابه الفلتة "رحلة من بطرسبرج إلى موسكو"ودعوته الصريحة المدوية إلى القضاء على عبودية الأقنان والحكم الاستبدادى وإقامة جمهورية ينال فيها كل إنسان حقوقه .
وعاش بوشكين ،بكل أعصابه الملتهبة وعبقريته الفذة، ما آل إليه حال الشعب الروسى ،فكان الباعث على عظمة الشعب الروسى وحضه على إحياء حضارته وتراثه المكنون فى أعماقه لتحقيق مايريده وسيأتى الموعود حاملاً معه الخبز والسيف.


ويكتب بوشكين قصيدته الرائعة "فى منجم سيبيريا "


عميقاً فى مناجم سيبيريا ،
دع الهلاك يقهر روحك الأبية الصبورة ،
فلن يضيع عناؤك الساحق وأفكارك النبيلة ،
لاتخف.


شقيق المحنة ،الأمل السامى ،
فسينجلى الألم من الزنزانة المعتمة ؛
سيصحو الفرح والأسى يزول ..
وسيأتى الموعود من زمن طويل



الرتاجات الثقيلة سوف تنفجر –فابتهج!-
والحب والصداقة بلا خداع،
سيأتيانك إلى عزلتك الضارية ،
كصوتى العاشق للحرية .



جدران السجون سوف تتحطم ..فاطمئن
وعلى الباب سوف تنتظرك الحرية لتتلقاك

وأخوتك المسرعون لتحيتك ،
سيقدمون لك-مبتهجين- السيف.
يتبع
عبدالرؤوف النويهى
19 - أكتوبر - 2011
أضف تعليقك