البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : دوحة الشعر

 موضوع النقاش : زمنٌ للشعر والجريمة    قيّم
التقييم : التقييم :
( من قبل 1 أعضاء )
 عبدالرؤوف النويهى 
12 - أكتوبر - 2011
فى سنوات التكوين ..حصدت معارف شتى  من الآداب العالمية ،كنت أسابق عمرى أن ينقضى بلا زاد أو مؤنة سفر يطول .
همتُ عشقاً بالشعراء ،إنه الناس "أنتم الناس أيها الشعراء" وعثرت على أحد شعراء صباى "الكسندر بوشكين " أمير أمراء الشعر الروسى .
 وفى وأثناء الثورة الشعبية المصرية 25يناير 2001م  عدتُ وبقوة إلى قراءة ماتجمع فى مكتبتى من دراسات أو دواوين شعر مترجم للشعراء الروس ..وقرأت ماكتبه بوشكين م نثر أو شعر ..
وها أنا أحاول الكتابة عنه .
.فلعلنى  أوفى هذا الشاعر بعض حقوقه علىّ.
شاهد التعليقات الأخرى حول هذا الموضوع
أضف تعليقك
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
زمن..للشعر والجريمة...    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
(3)

 
كان بوشكين ظاهرة فريدة فى الأدب الروسى ،فلم يكن مجرد شاعر أو ناثر ،وإنما صاحب رؤية جادة فى إحياء اللغة الروسية وفى إحداث ثورة فى مناخ أدبى مقهور وظلم إجتماعى لايزول ،واستبداد قائم بالنار والحديد ،وثوار يجوبون البلاد منددين بحكم القياصرة الطغاة وسلطة غاشمة تسعى لتدميرهم ،فلا مفر منها ولامهرب سوى المواجهة الدموية "فللحرية الحمراء باب بكل يدٍ مضرجة تدق."
ومن ثم كتب فيه الكثيرون و عن مدى تأثيره فى الحياة الأدبية ،رغم قصر حياته ،(1799م- 1838م) .

ويأتينا الناقد الكبير الكسندر تفاردوفسكى.. ويكتب عن بوشكين"إن بوشكين الذى قُتل فى ذروة تطور قواه الحياتية والإبداعية ظل إلى الأبد العميد ورأس الحكمة لكل تلاميذه والمواصلين على دربه ،الناهضين المبرزين بماعُهد إليهم من الأدب الرفيع ،ولا أستتثنى من ذلك ليف تولستوى نفسه -ولكل الذين فاقوه فى العمر مهما تكن السنين التى فاقوه بها .ويظل على هذا الشكل ،بالطبع فى يومنا هذا ،لكلنا جميعاً،بل وأكثر لأن بوشكين فى أيامنا أكبر مماعرفه أسلافنا.لقد كتب ف.غ.بيلينسكى "
أن بوشكين ينتمى إلى تلك الظواهر الحية والمتحركة أبداً ،والتى تستمر على التطور فى وعى المجتمع "
إن مؤسس الأدب الرفيع ،وينبوعه الأول الذى ترسخت أهميته العالمية ولم تعد موضع أى شكٍ،الفنان الذى لايحاول حتى الخصوم التقليل من عبقريته الإبداعية هو الآن أحب الشعراء فى بلادنا المتعددة الوميات وأكثرهم وشعبية . وتتمثل ظاهرة بوشكين أيضاً فى أنه ماكان بمقدوره حتى أن يكتب بشكل سيىء،إذ حتى فى أشعاره المبكرة المقلّدة مكتوبة على مستوى هو،فى الأغلب ،أعلى من مستوى تلك الأدوات التى كانت الثقافة الروسية تمتلكها فى تلك الأوقات .
ليس من السهل كثيراً تعداد ذخر بوشكين الذهبى ، إذ ليس هو فقط "يفجينى أونغين و"بوريس يغودونوف والفارس النحاسى " ونفائس الشعر الغنائى فى الحب والفلسفة ،والتراجيديات الصغيرة ،والحكايات ،وابنة الآمر وغير ذلك من نثره ،بل والمقالات النقدية والنبذ التاريخية ،وأشياء لاعدّ لها دون أن نستثنى النماذج الرائعة فى فن كتابة الرسائل .
عند التحدث عن بوشكين نشعر حتى بالحرج من استخدام كلمة" أستاذية" والأليق بذلك" الساحرية " والكمال الذى يذهلنا فى إبداعاته .ورغم أننا نعرف جيداً كم كلّف عاشق الموزيات هذا من جهد متفانٍ لايكل .
وحين نقرأ باستيعاب أكمل مبدعاته ،يصعب علينا عن حق أن نتصور أنها مكتوبة ،أى أنها مؤلفة من سطور وكلمات موجودةعلى حدة ،وإرادة الفنان وحدها جعلتها متجاذبة ومنظومة فى سلك واحد .
بل تبدو لنا هذه الأعمال وكأنها وجدت بهذا الشكل فى الحياة نفسها ،فى الطبيعة ،وأخذت من هناك كيانات كاملة.
إن روح بوشكين ،مثلما هى ملك للحاضر ،ملك للمستقبل أيضاً،مندفعة نحوه .لقد عاش فى زمانه ،مع معاصريه ،ومحيطه ،ولكن كأنما مع أجيال أخرى ،وهو يعيش مع جيلنا ،وسيعيش مع الأجيال التى ستخلفنا .
ومن الصعب تصوّر تراث بوشكين .أنه ذروة جبلية غير منعزلة ،وإن كانت مهيبة ،بل هى تؤلف سلسلة جبارة مع ذرى عديدة وفروع لاحصر لها.
"


يتبع
عبدالرؤوف النويهى
19 - أكتوبر - 2011
أضف تعليقك