المثقف الدجّال ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
قالت: طلّقته. سألها: طلّقك أم طلّقتيه؟ فشر بعينه، أنا الذي طلّقته! كانت قد تزّوجته بأبيات من الشعر الحلال، وطلّقته لنفس السبب. هكذا قالت. الشاعر إذن قادر على أن يمارس دورا شرعيّا وغير شرعي في الحياة الإجتماعية للناس. عملية من الدجل المزدوج مارسها ولايزال رجل الدين في التوفيق بين الدين والسياسة، والمثقف في الموازنة بين مصالحه الشخصية، وبين رضا الحاكم وتملّق الجماهير من خلال اللعب على حبال الكلمات التي تحتمل أكثر من دلالة وتقبل أكثر من تفسير. المثقف ليس نبيّا ولا الشاعر قدّيسا. والشعب ليس على صواب بالضرورة. من قال الأكثرية على حق؟ بل العكس هو الصحيح. وهذا كتاب الله بين أيدينا ينطق بالحق ويؤكد هذه الحقيقة لمن يطلبها بصدق. وإذا كان الكتاب حمّال أوجه فكلّنا مع الكتاب! في أحد قصور آل عثمان في استنبول، قرأتُ في القطعة المعلقة على أحد جدران الغرف الملكيّة، والمنقوشة بماء الذهب: الملوك ملهمون! إلتفتُ لصاحبي الذي كان معي في الرحلة فقلتُ له: الملوك عندكم ملهمون؟ قال: وعندكم؟ قلت، عندنا والحمد لله أجناس مختلفة، سلاجقة، بويهيّون، عثمانيّون، خروف أبيض، خروف أسود، مندوب سامي بريطاني، مندوب سامي أمريكي.... الشعب يريد إسقاط النظام، والنظام لا يرى مبرر لكل هذا. الذين يريدون إسقاط النظام فوضويّون، جهّال، مدسوسون، عملاء، مخرّبون، حشّاشون، خارجون على القانون، يعملون بأجندات خارجيّة. والأجندة كما هو ظاهر من لفظها، أجنبية دخيلة لا علاقة لها بالإسلام، ولا صلة تربطها بالعروبة. كانت عندما تعود متأخرة يقول لها: يا ابنتي صحيح نحن نعيش في مجتمع غربي، لكننا مسلمون. تذكري ذلك يا ابنتي! يا رجل، فكّها شويّه. حلال عليك حرام عليها! نسيت مأذونك الشعري وما فعله بزوجة الرجل: فتقدمي يا قطتي الصغرى إليّ تقدمي وتحرري مما عليك وحطّمي وتحطّمي فغدا شبابك ينطفي مثل الشعاع المضرم وغدا سيذوي النهد والشفتان منك فأقدمي وتفكّري بمصير نهدك بعد موت الموسم لا تفزعي فاللثم للشعراء غير محرّم نهداك ما خلقا للثم الثوب لكن للفمم مجنونة من تحجب النهدين أو هي تحتمي مجنونة من مرّ عهد شبابها لم تلثم وللحديث بقيّة... |