تحية طيبة وعاماً سعيدا ، خلال زيارة لي إلى إيران ، في الأيام الخوالي ، لم يفارق خيالي ذكرى الشاه عباس الأول ، أشهر ملوك الدولة الصفوية ، وأكثرهم إثارة للجدل ، لاسيما حين أتيح لي أن طفت بنصف الدنيا (نصف جهان بالفارسية) ، كما يدعو الإيرانيون مدينة اصفهان الخالدة .... (سيكون لنا معها وقفات بإذن الله) ..... وكان صديقنا زهير ، حفظه الله ورعاه ، ولا حرمنا من أفضاله ، قد تعرض إلى لمم من سيرة الشاه عباس الأكبر (بالفارسية شاه عباس بزرگ) من كتاب نصر الله فلسفي الموسوم " سيرة الشاه عباس الأول الصفوي " .... وكان لدي حينها تعقيبين ، وددت أن أطرحهما الآن ، على أمل استكمال البقية في حينها : - ذكر الأستاذ زهير كتاب " تاريخ روابط إيران وأوربا در دوره صفوية " لذات المؤلف (نصر الله فلسفي ) ، والذي تمت ترجمته إلى اللغة العربية بعنوان " إيران وعلاقاتها الخارجية في العصر الصفوي 1500-1763" من قبل الدكتور محمد فتحي يوسف الريس ، وهو فضلا عن أنه مصدر مهم في التاريخ الدبلوماسي للدولة الصفوية ، يضم متنُه مقدّمة ممتازة عن تاريخ تأسيس الدولة الصفوية .... ونصر الله فلسفي ، من كبار المؤرخين الإيرانيين المعاصرين (سيتطرق إلى نبذ من حياته في مقال لاحق) ... - أما فيما يخص كتاب " الذريعة إلى تصانيف الشيعة " فمن أعظم ما ألف من تصانيف ببليوغرافية ترصد ما صنّفه الشيعة ، استغرق نأليفه أكثر من خمسين سنة ... وممّا يؤسف له ، أن تقرا بعض التعاليق العربية حول هذا السفر الضخم ، فلا تجد إلى مهاترات مذهبية لا تمت إلى العلم بصلـة ... ويبدو لي أن الموقف العربي من الثقافة الفارسية المعاضرة على الخصوص ، ينم عن سلبية وتخاذل في استقبال رصيد ثقافي وفكري ضخم ، بدواعي سياسية ومذهبية ، تكرس تخلفنا وجهلنا ... وسيكون لنا عود إلى هذا في حين قريب بإذن الله |