غريبٌ أنتْ
أنْ تظلَّ هكذا
تكتُبُ
في الأوراقْ
تَسْطُرُ
في الطَّريقْ
تَحْبُرُ
في الزَّمانْ
وأنتَ لا تعْرِفُ حرفاً واحداً
تكتُبُ قطْرَةً
والبحْرُ: الألِفُ والياءْ
تَسْطُرُ دمعةً
والموْتُ: الألِفُ والياءْ
تَحْبُرُ آهةً
والرِّيحُ: الألِفُ والياءْ
أنتَ كَمَنْ
يجْري على غزالةٍ في اللَّيْلْ
<><
يا أيُّها الغريبْ
إذا سألْتَ شجراً
وأنتَ في الهَجيرْ
عنْ نبعِ ماءْ
ولم يُجِبْكْ
لا تلُمْهُ
فالكلامُ خَاتَمٌ
في البئْرْ
<><
يا أيُّها الغريبْ
إذا لقِيتَ حجلاً
وراءَ حجرٍ
أوْ في سماءِ كرْمَةٍ
أو حافةٍ
أبْلِغْهُ
منْ عندِي السَّلامْ
<><
يا أيُّها الغريبْ
إذا سَمِعْتَ الصَّمْتْ
أو رأيتهُ على هيأةِ الطَّيْرْ
أو شرِبْتَهُ في كأسِ الحُلْمْ
أنتَ إذنْ:
ركِبْتَ المُهْرْ
وحَمَلْتَ الزَّادْ
واتَّضَحَتْ لكَ الأنْصَابْ
في الطَّريقْ
<><
يا أيُّها الغريبْ
إذا نزَلْتَ
قبلَ اللَّيْلْ
قُرْبَ نَهْرْ
اِغمِسْ
برِفقٍ
تحتَ الماءْ
قلْبَكَ
ودَعْهُ
ثُمَّ تابِعِ الرَّحيلْ
فالقلبُ
اسْودَّ في الغُبارْ
<><
يا أيُّها الغريبْ
إذا صَدَفتَ
بِرْكةَ دمٍ
وأنتَ تذْرَعُ الأدْغالْ
لا تَخَفْ
من أيّ فَخٍّ
تِلكَ نجمةٌ
في ليْلِكَ العتيقْ
 |
عبد الكريم الطبال |