البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : اللغة العربية

 موضوع النقاش : اخترت لكم من قراءتي في هذا اليوم    قيّم
التقييم : التقييم :
( من قبل 46 أعضاء )

رأي الوراق :

 د يحيى 
20 - نوفمبر - 2010
" في حديث أَبي مريم: دخلتُ على معاوية فقال: ما أَنْعَمَنا بك؟؛ أَي ما الذي أَعْمَلَكَ إلينا وأَقْدَمَك علينا؟ وإنما يقال ذلك لمن يُفرَح بلقائه، كأنه قال: ما الذي أَسرّنا وأَفرَحَنا وأَقَرَّ أَعيُنَنا بلقائك ورؤيتك"( لسان العرب/ نعم).
" وحكى اللحياني: يا نُعْمَ عَيْني؛ أَي يا قُرَّة عيني؛ وأَنشد عن الكسائي: صَبَّحكَ اللهُ بخَيْرٍ باكرِ** بنُعْمِ عينٍ وشَبابٍ فاخِرِ
قال: ونَعْمةُ العيش حُسْنُه وغَضارَتُه، والمذكّر منه نَعْمٌ، ويجمع أَنْعُماً" ( نفسه).
 
·     "...تقول: أنْعَمَ الله عليك من النِعْمَةِ، وأنْعَمَ الله صباحَك من النُعومَةِ.
وأنْعَمَ
له، أي قال له نَعَمْ.
وفعل كذا وأَنْعَمَ، أي زاد.
وأَنعمَ
الله بك عيناً؛ أي أقرَّ الله عينَك بمن تحبُّه"
( الصحاح في اللغة).
·    
عبر الشاعر المصري أحمد فؤاد نجم عن سعادته الكبيرة لوجوده في سورية حالياً واصفاً إياها بأنها معشوقته لافتاً إلى أنه أقام فيها خمس سنوات كاملة لدرجة أن المصريين كانوا يطالبونه حينها بالعودة ويتهمونه بالتخلي عنهم وكان يجيبهم بأن مصر وسورية بلد واحد.
وأوضح الشاعر نجم أن قصائده انعكاس حقيقي للحراك الثقافي والاجتماعي والسياسي وهو ما زال يرى في قصائده التي كتبها في سبعينيات القرن الماضي من أجمل ما كتب معتبراً أنها حرّكت السكون لافتاً إلى قصائد أخرى أمثال «الليل ع الطريق» و«جيفارا مات» التي لحنها المبدع الشيخ إمام.‏‏‏
وأضاف انه لا ينظر إلى جمال الشعر انطلاقا من الصور المكثفة والتنميق اللغوي وما إلى هنالك من بلاغيات الشكل وإنما بمقدار ما تستطيع كلمات تلك القصائد أن تؤثر في الناس وتحرك كوامنهم فهو مع الشعر الثوري المتمرد على كل شيء.‏‏‏
كما ركز صاحب البحر بيضحك ليه على أن الأمل كله بات بيد الشباب العربي الذي يستطيع أن يمتلك ناصية الإبداع الحقيقي لافتاً إلى أن القصيدة تكون حقيقية بمقدار ما تكون شابة فالأمر لا يتعلق بعمر مبدعها بل بزخم الصدق الذي فيها وقدرتها على التواصل مع متلقيها والتأثير فيه. وتحدث العم أحمد كما يحب أن يطلق عليه عن ذكرياته في دمشق وكيف ألقى القصائد على مدرج كلية الآداب بدمشق حينها مع حضور كبير وحماس منقطع النظير إضافة إلى علاقته مع المبدع الشيخ إمام وطاقته الموسيقية الكبيرة وكيف لحن قصيدة جيفارا مات في الوقت ذاته والتي ألقاها نجم أمامه غير مصدق أن هذا الثوري قد مات فعلاً.
إخوتي السراة : ما رأيكم أن تختاروا معلومة  من مطالعتكم اليومية تهدونها إلى هذا الموقع العامر، وتقبلوا امتناني.
شاهد التعليقات الأخرى حول هذا الموضوع
أضف تعليقك
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
موقع الأنبا تكلا : تاريخ الكنيسة القبطية.الأرثوذكسية.....    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 

" تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية

أحوال مصر إبان فتح العرب لمصر

علاقة المسلمين بالمسيحيين

 
كان موقف الرسول الذي تميز بالعطف على أهل الكتاب يرتبط إلى حد كبير بتفضيله آياهم على المشركين الذين كانوا ألد أعدائه، ولكن قيض للمشركين ان يختفوا من المسرح الإسلامى نتيجة للقضاء عليهم أو لاعتناقهم الاسلام وبالتالى ما لبث الذميون ان فقدوا الوضع الخاص الذي ميزهم به الرسول واصبحوا في نظر المسلمين الممثلين الوحيدين للكفر.
حقيقة ان نطاق التسامح كان كان يتسع في بعض البلدان بحيث شمل اشخاصا ليسوا بالفعل من أهل الكتاب بأى حال كما حدث في فارس حيث فسرت الآية الغامضة لصالح الزردشتيين أو فى الهند حيث كان المشتركون من الكثرة بحيث تعذر تحويلهم إلى الاسلام أو القضاء عليهم الا ان الفريقين اصبحا يتمتعان بالتسامح وفقا لنفس المبادئ المطبقة على المسيحيين واليهود ومن ثم لم يتحقق ما من شانه ان يعيد هاتين الجامعتين إلى وضعهما السابق باعتبارهما تشغلان مكانه وسطا لهذا اصبح المجتمع في شتى أنحاء العالم الاسلامى ينقسم إلى مجرد مسلمين وكفار [ أو ذميين ] وكانت شروط عقد الحاكم المسلم مع الذميين تضمن حياتهم والى حد ما أملاكهم وتسمح لهم بممارسة ديانتهم في مقابل تعهدهم بدفع الجزية والخراج وموافقتهم على تحمل بعض القيود التي تجعلهم يشغلون وضعا ادنى من ذلك الذي كان يتمتع به المسلمون وهذه القيود متنوعة.
St-Takla.org image: A Coptic Monastery: Saint-Bishoy-Monastery-Wadi-El-Natroun-Egypt صورة دير قبطي، دير الأنبا بيشوياذا الذمى لا يرقى إلى الوضع القانونى المخصص للمسلم. فلا تقبل شهادته ضد المسلم في محمكة القاضى ولا يحكم بالإعدام على مسلم قتل ذميا وعلى حين كان لا يسمح للذمى بان يتزوج مسلمة في حين كان يسمح للمسلم بان يتزوج ذمية ن وبالاضافة إلى ذلك كان الذميون يرغبون على ارتداء ملابس تختلف عن ملابس المسلمين حتى يسهل التمييز بين الطائفتين كما حرم عليهم ركوب الخيل وحمل السلاح وأخيرا فعلى حين كان يمكن تحويل كناءسهم إلى مساجد، وهو ما تم في حالات كثيرة كان يسمح لهم ببناء دور عبادة جديدة وكان أقصى ما يسمح لهم بعمله بهذا الصدد وهو ترميم ما تهدم من هذه الدور.
وكانت حركة التوسع التي ادت إلى قيام الامبراطورى العثمانى تشبه في بعض نواحيها الحركة التي أدت إلى قيام الخلافة التي أقامت أول دولة إسلامية عظمى وكلتا الحركتين آدتا إلى ان ضمت دار الإسلام أراضى واسعة كانت مسيحية من قبل كما أدت إلى خضوع إعداد كبيرة من الرعايا الذميين للحكام المسلمين إلا أن كلا من العالمين الإسلامي والمسيحي قد تغير خلال الفترة الفاضلة بين عصر الخلافة وبين العصر العثمانى والعالم المسيحى قد انقسم ما بين أرثوذكس وكاثوليك في حين أصاب التغيير العالم الإسلامي بفعل المؤثرات الصوفية.
وفى الواقع أن هخذا الالانقسام الكبير الذي حل بالعالم المسيحي قد أوجد الأرثوذكس في وضع يشبه المسيحيين الذين خضعوا من قبل للفاتحين المسلمين الأول وذلك لان معظمهم في سوريا وبلاد ما بين النهرين ومصر، كانوا مهرطقين من أنواع عدة نساطرة أو مونوفزيت وبالتالى خارجين على الكنيسة الأرثوذكسية والكاثوليكية [ وفي مصر على سبيل المثال ساعد الأقباط المونوفزيت العرب بالفعل أثناء الفتح (الكاثوليك) التي كانت لا تزال متحدة، بالظبط كما كان الأرثوذكي في العصور التالية معادين للكاثوليك ولهذا ففى كلتا الحالتين كان عدد كبير من المسيحيين الذين اصبحوا ذميين قد تحمسوا بشدة لوضعهم الجديد الذي مكنهم من تجنب سؤ أولئك الذين اعتبروهم مهرطقيين وحتى نهاية القرن الخامس عشر كانت حدود الفتوح العثمانية في أوربا تتمشى إلى أقصي حد مع حدود المذهب الأرثوذكس. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وكانت الطائفة الأرثوذكسية الكبيرة الوحيدة التي بقيت خارج نطاق سلطتهم هي الجماعة المسكونية ورغم أن قياصرة موسكوا اعتبروا أنفسهم منذ البداية ورثة لبيزنطة فأن امارة موسكو لم تكن في أوائل عهد الإمبراطورية من القوة بحيث تستدعى انتباه الأرثوذكس القاطنين داخل الدولة العثمانية. وكان موقف العثمانيين الأول من غير المسلمين الذين حاربوهم وانتصروا عليهم يختلف عن الموقف الإسلامي المعروف ولكنة كان من ناحية أخرى ينسبه إلى حد ما موقف المسلمين الأول الذين فتحوا سوريا من غير المسلمين وهو الموقف الذي كان خيرا من موقف خلفائهم واكثر تحررا.
وكان الفاتحون العثمانيون يشبهون العرب في تأثيرهم بدوافع الطمع والأمل في الاستحواذ على الأرض والغنائم بالاضافة إلى الحماسة الدينية.
وكان العقائد الدينية الاكثر انتشارا لديهم هي عقائد الطرق الصوفية الباطنية وحينئذ كان التصوف أميل إلى المساواة بين كل الأديان كما كانت الباطنية أميل إلى ترويج مبادئ ذات لون شبيه بالمسيحية ولهذا فليس من العجب ان نجد العلاقات القائمة بين المسلمين والمسيحيين خلال القرون الأولى من الحكم العثمانى كانت أوثق منها في عهد الأسر الحاكمة السابقة التي كانت تتمسك بالسنة أو في عهد الأسر الحاكمة التي قيض لها أن تسير على هذا المنوال فيما بعد حين تحول السلاطين إلى الأصولية السنية ولهذا ففى المعارك التي خاضها العثمانيون الأولى نجدهم يحظون بمساندة كبيرة من المسيحيين، كما تزوج كثير من السلاطين الأول أميرات مسيحيات وبالإضافة إلى ذلك فقد تحول كثير من المسيحيين إلى الإسلام أثناء غزو البلقان ورغم ان ذلك قد لا يكون دليلا على حسن العلاقات بين المسلمين والمسحيين إلا انه انه قد حدث بالفعل لأنه يوضح الانتقال فقد كان إيلاما في هذه الفترة مما اصبح عليه فيما بعد حين قضت السنية الإسلامية على أى حل وسط فيما يتعلق بالعقيدة. ويبدو لنا الواقع انه لولا هذه العودة إلى السنية أو التمسك بها لكان بإمكان احترام اتباع الديانتيت للأضرحة المشتركة أن يقضى القضاء على الخلافات والى ظهور عقيدة مسيحية صوفية بإمكانها التوفيق بين النقيضين.
ويبدوا ان التحول إلى الأصولية الإسلامية قد بدا اعادة السلطة إلى سابق وضعها في عهد محمد الول وكان ذلك ناتجا عن قمع تمرد باطنى خاصة وان ازدياد سؤ علاقات السلاطين بأنصارهم الأصليين قد تمخض عن نتائج منها ادخال نظام الدفشرمة.
ولا شك ان هذا النظام الذي كان يقتضى جميع الأود والمسيحيين للقيام بالخدمة في قصور السلاطين وجيوشهم قد جعل الأباء الذميين الذين حرموا من اولادهم يمقتون ساداتهم المسلمين. ورغم ذلك فقد كانت الدفشمة توفر في الواقع مجالا للوصول إلى أعلى مناصب الدولة.
ففى خلال القرنين الخانس عشر والسادس كان يشغل كل هذه المناصب عبيد السلطان الذين تحولوا إلى الاسلام وكان معظمهم قد جرى اقناصهم عن طريق الدفشرمة وفي كثير من الأحيان كان كبار الضباط الموظفين هؤلاء يسخرون سلطتهم لمصلحة أقاربهم الذميين. ولهذا ففى خلال هذه الفترة كان من المميزات كونهم قد ولدوا ذمييم صالحين للتجنيد، ومن ثم اصبح من المعتاد ان نجد آباء يسعون إلى اختيار أبنائهم حتى ولو كانوا غير صالحين، مما ترتب عليه ان أصبح السكان الذين ولدوا مسلمين مستاءين من استعبادهم عن تولى شئون الدولة.
وهكذا تلت الفترة الأولى التي كان فيها الابتعاد عن أصول الدين الاسلامى يسمح لمعشقيه بالإبقاء على علاقات حميمة مع المسيحيين فترة أخرى كان فيها نفوذ المسلمين والذميين في الإمبراطورية متوازنا بصورة مرضية وذلك نتيجة لتخفيض المناصب العليا في هذه الدولة الإسلامية لأشخاص ولدوا ذميين والى هنا نكون قد عرضنا للذميين، على الأقل للذميين المسيحيين، كما لو كانوا سيشكلون طائفة واحدة.
إلا ان الأمر لم يكن كذلك فما ذكرناه بالفعل عن الفشرمة، على سبيل المثال والدور الذى لعبة الذميون في الدولة خلال ازهى عصورها الأعلى الطائفة الأرثوذكسية، بل لا ينطبق عليها إلا ان الأغلبية العظمى من الذميين كانوا في أوائ لعهد الدولة ينتسبون اليها، وكان موقف المسلمين والحكومة من الذميين الآخرين حتى وقت لاحق يتوقف إلى حد كبير على موقفهم من الأرثوذكس ولا يغرب عن بالنا ان العثمانيين استولوا على أهم الأراضى التي قامت عليها امبراطوريتهم على الوجه التالى تقريبا: الركن الشمالى الغربى من آسيا الصغرى، معظم شبة جزيرة البلقان ما تبقى من آسيا الصغرى، القسطنطينية، أو وسط وجنوب بلاد اليونان، الشام ومصر والحجاز، وبمعنى أخر فعلى حين ان كل هذه الأراضى، باستثناء الحجاز كانت مسيحية يوما ما فقد بدا حكمهم في قسم كل منهما كان لا يزال مسيحيا ثم امتد إلى قسم كان في أيدى المسلمين لفترة تقرب من ثلاثة قرون وفي النهاية ضموا الجزء الباقى الذي كان كله، باستثناء فترة الحكم الصلبى في ايدى المسلمين منذ القرن السابع.
وأخيرا فلان بعض سكان هذه الأراضى من المسيحيين ظلوا تحت السيطرة الإسلامية فترة أطور من تلك التي أمضاها غيرهم ولان الكنيسة الأولى في الشرق كانت عرضة لنمو حركات الانشقاق فيها ولان المبشرين الأوائل كانوا أميل إلى ان يمنحوا الكنائس المحلية طقوسا تختلف عن تلك التي أصبحت أرثوذكسية فقد كان يمكن العثور في الامبراطورية العثمانية في الوقت الذي وصلت فيه إلى أقصى اتسلعها على كثير من تحدده الظروف التي خضعت فيها لسيطرتهم. ولما كانت هذه السياسات لم يتم تطورها بعد أن تحددت بحيث تؤدى إلى التماثل فقد بدا فيها بعض لبتارض وحتى يتسنى لنا تتبع الأسباب الكامنة وراء ذلك نجد لزاما علينا ان نستعرض موقف الطوائف الذمية خلال ثلاث مراحل تختلف وفي البداية سوف نستعرض خلال المرحلة التي كانت فيها الإمبراطورية تضم بالفعل الروميللى والأناضول، ثم خللا المرحلة التي أصبحت فيها تضم البلدان " الناطقة بالعربية " وأخيرا خلال مرحلة اضمحلالها.
على اننا قبل الخوض في ذلك نفضل ان نتوقف لكى نؤكد ان الحكومة العثمانية كانت في العادة تعامل الذميين على اختلاف أنواعهما باعتبارهم أعضاء في طائفة لا باعتبارهم افرادا. ويرتبط هذا ليس فقط بالتنظيم العام للمجتمع العثمانى الذي سبق ان رأينا انه كان تعاونيا بالضرورة، بل أيضا بطبيعة الشريعة التي رغم تنظيمها لعلاقات الذميين بكل من الافراد المسلمين والدولة الاسلامية إلا أنها باعتبارها قانونا مقدسا تكون التفرقة بين الذميين والمسلمين تقوم على اساس دينى، لم تسع إلى تحديد علاقات الذميين بعضهم البعض الأخر.
فهم يقعون خارج نطاقها الذي يشمل المسلمين وحدهم إلا اذا اتصل هؤلاء بغير المسلمين أو اذا وافق الذمييون حين يحتكمون إلى القانون على ان تطبق عليهم نصوصها. لهذا كانت تنظم علاقات الذميين (داخلية) حسب قوانين الأديان التي يتبعونها، وهنا أيضا نجدها تعتبر معتنقى كل من هذه الأديان وكأنهم يشكلون طائفة يشرف عليها القائمون على تقاليدهم الدينية........
الحاكم المسلم يرغم أفراد الذميين على التمشى مع القواعد التي سبق ان عرضناها، ولكن في مسائل اخرى كان الحاكم أميل إلى التعامل مع كل طائفة ذمية ككل وفي مثل هذه الحالات كان يمثل الطائفة كبار رؤسائها الذميين. البطاركة أو الحاخامات، وكان هؤلاء الرؤساء بدورهم يحصلون على مساندة الحاكم في فرض الانضباط مع اتباعهم. وملخص القول فان وضع الفرد الذي كان يرتبط ارتباطا كليا بعضويته في طائفة تتمتع بالحماية.
وكان يطلق على هذه الطائفة في المصطلح العثمانى اسم " مللت ".
ويبدو ان كلمة ملى العربية مشتقاة من الكلكة السريانية ملتات، وقد أشار اليها القران بمعنى دين وبخاصة في فقرة " ملة ابراهيم " وقد احتفظت بنفس المعنى في السياق العربى فيما بعد ولكن لما كان المصطلح المجرد " دين " لا ينفصل على الاطلاق بصورة ةاضحة عن مجموع معتنقيه فأنه يعنى كذلك " طائفة دينية " وفي المصطلح الإسلامى الوسيط ينطبق بوجه خاص على ديانة المسلمين وجماعتهم تمييزوا لهم عن أهل الذمة [ انظر دائرة المعارف الإسلامية ].
ولهذا كله يبدو لنا ان المعنى الذي أضافاه العثمانيون كان جديدا.
واستعمال الأتراك لكلمة " مللت " في الوقت الحاضر بمعنى " أمة " لم يحدث إلا في القرن التاسع عشر لا قبل ذلك وكان الموظف المسئول امام الدولة عن ادارتها يعرف باسم " مللت بش ". ورغم ان بعض التفصيلات الادارية
[ وربما أيضا المعنى الخاص للمصطلح ].
كانت من ابتكار العثمانيين فان النظام ذاته لم يكن كذلك اذا كانت جذوره مشتقاة من الممارسات العامة التي طبقتها الامبراطورية الرومانية وامبراطوريات العصور الوسطى التى درجت على السماح للطوائف الخاضعة لحكمها بان تحافظ على قوانينها الخاصة وان تطبقها تحت الاشراف العام لسلطة معترف بها مسئولة امام السلطة الحاكمة.
وكان جاثليق الكنيسة النسطورية في عهد الملوك الساسانين الذين حكموا فارس قبل الاسلام يكلف رسميا بان يشرف على كل مسيحى الامبراطورية.
ونحن نستدل على الاحتفاظ خلفائه بنفس الصلاحيات القانونية في عهد الخلفاء بعدد كبير من الأولة الثانوية الوثيقة التي وصلت إلى أيدينا وكانت تتعلق بتعين جاثليق نسطورى فى عام 1138 وبوجود عدد كبير من كتب القانون الخاصة بمختلف الطوائف المسيحية وكان يشرف على الطائفة اليهودية أو الطوائف اليهودية على اعتبار ان الربانيين كانوا يختلفون عن القرنين إكبار الحاخامات في بغداد ثم بعد ذلك في القاهرة وفي الدولة البيزنطية ذاتها كان للأرمن في القسطنطينية تنظيم مماثل وكذلك الحال بالنسبة إلى اليهود". ( كنيسة الاسكندرية : موقع الأنبا تكلا).
د يحيى
3 - يناير - 2011
أضف تعليقك