البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : التاريخ

 موضوع النقاش : بين السورين بدمشق    كن أول من يقيّم
 بسام 
9 - ديسمبر - 2008
عيد اضحى مبارك للجميع و ارجو من الله عز وجل ان يعيده بالبركات على الجميع
 كبداية في موقعكم المحترم اضع بين ايديكم مقالا صغيرا عن حي بين السورين بدمشق
متمنيا تقديم  الافادةالمرجوة
"ما بين السورين" بدمشق
غالباً مع تغيير مسار سور في فترة تاريخية ما ينشأ بين السور القديم والسور الجديد نطاق قد يكون مسكوناً أو تمتد السكنى إليه يغلب عليه اسم ما بين السورين. دمشق كغيرها من المدن والعواصم الإسلامية عرفت هذا النوع في المنطقتين الشمالية والغربية.في دراستنا الموجزة هذه سنحاول إلقاء الضوء على ما يعرف بـما بين السورين متناولين بداية ازدواج السور في وصوفات الرحالة الأوربيين للمدينة ثم سنقوم دراسة لحي ما بين السورين الواقع بين بابي الفرج والسلامة والحي الآخر في الجهة الغربية المذكورة في المصادر التاريخية.
ما بين السورين والرحالة الأوروبيين:
حين نقرأ ما كتبه الرحالة الأوروبيين عن دمشق نستغرب ذكرهم لسورين يحيطان بالمدينة على الرغم من أن المصادر الإسلامية تُجمع على وجود سور واحد.
ـ جورجيو غوتشي: الذي زار دمشق في النصف الثاني من القرن الرابع عشر يتحدث عن سورين بارتفاع 30 ذراع خارج الخندق ثم خندق يليه سور آخر يزيد ارتفاعه عن السابق بـ 10 أذرع.
ـ بيير بيلون: زار المدينة سنة 1549 م يذكر سورين.1
ـ دارفيو هو الأكثر واقعية وعلمية حيث يتحدث عن سورين تقريباً في كل القطاعات خلال إقامته بالمدينة بالقرن 17 م.2
القطاع الشمالي:
نشأ حي ما بين السورين بسبب تغيير مسار السور في الجهة الشمالية ما بين بابي الفرج والسلامة ودفعه باتجاه حافة نهر بردى في النصف من القرن الثالث عشر.3
على الرغم من غياب النصوص التاريخية التي تذكر ذلك تبقى الكتابات الموجودة على البوابات الثلاثة (الفرج ـ الفراديس ـ السلامة) حيز معين لمحاولة فهم هذا الموضوع.
وهذه الكتابات هي:
باب الفرج تذكر تجديد الباب من قبل الملك الصالح إسماعيل سنة 639 هـ / 1241 م.4
باب الفراديس البراني: تذكر بناء الباب والسور من قبل نفس الشخص سنة 639 هـ / 1241 م.5
باب السلامة: تذكر تحديد الباب من قبل الملك نفسه6 لكن هنا نلاحظ أن الملك الصالح أيوب قد غيّر ووضع أو لنقل حَرَّف اسم الصالح إسماعيل إلى اسمه لكن حافظ على التاريخ 641 هـ / 1243 م.7
من خلال الكتابات نلاحظ ما يلي:
ـ إن كتابة باب الفراديس تذكر صراحة بناء البوابة والسور وليس تجديد، والتاريخ هو خلال الفترة التي سيطر فيها الصالح إسماعيل على المدينة من العام وبالتالي توفر له فترة كافية للقيام بهذا الإنجاز العمراني الهام.
ـ نفترض أن هذا العمل قد بدأ من باب الفرج وصولاً لباب السلامة.
ـ لكن مع ذلك هناك تساؤلين مهمين:
ـ إذا قبلنا جدلاً صحة هذا الافتراض يبقى أن نتساءل لماذا كتابة باب الفرج تذكر تجديد مع العلم أن هذا العمل يقتضي أن يكون باب الفرج البراني هذا من إنشاء الذي قام ببناء السور كما باب الفراديس البراني إلاّ إذا كان هناك محاولات أبكر اقتضت إنشاء هذا الباب. لسوء الحظ لا تتوافر لدينا  أية نصوص تدعم هذا الرأي لكن مع ذلك نفترض أن يكون ذلك مع إنشاء القلعة الأيوبية زمن العادل.8
والتساؤل الآخر المشروع لماذا تم تغيير فقط كتابة باب السلامة مع العلم أن كتابة باب الفرج واضحة لم يدخل عليها أي تغيير؟! نسوق رأياً هنا أن الصالح الأيوبي غير هذه الكتابة كون أن هناك صلحاً عُقِدَ بين الطرفين في هذا العام 641 هـ / 1243 م الموافق لتجديد هذا الباب وخطب له في دمشق قبل نقض الاتفاق من قبل الصالح إسماعيل وبالتالي اعتبر أن المدينة من هذا التاريخ هي من سيادته.9
 
 
شاهد التعليقات الأخرى حول هذا الموضوع
أضف تعليقك
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
مرجع عن حي بين السورين    كن أول من يقيّم
 
أخي الحبيب أديبنا وباحثنا الكبير زهير ظاظا:
أطيب تحية أوجهها إليك من بعد طول غياب عن الورّاق، حيث أنني غارق تماماً في أبحاثي حول الرحّالين الأوروبيين الذين جالو بجزيرة العرب في القرن التاسع عشر. وحتى الآن أنهيت طائفة جيدة، منها: البريطاني دافيد جورج هوجرث، الإيطالي كارلو جوارماني، الإسباني دون دومينجو باديا.
 
وتحياتي القلبية إلى الأستاذ الباحث بسّام ديّوب، الذي أشكره على هذا البحث الثمين عن حيّ بين السورين.
 
ليس بين يدي هنا مراجع لزيادة المعلومات عن الموضوع، ولكنني أحب الإشارة إلى أنني كنت نشرت في عام 1982 بحثاً موسعاً حول بين السّورين في كتابي "وصف دمشق في القرن السّابع عشر" وهو يضم ترجمة لرحلة الشفالييه لوران دارفيو Laurent d'Arvieux الذي زار المدينة في عام 1660 م، كما أوردت ما ذكره قبله في القرن الرابع عشر الرحالة البندقي دجورجو غوتشي Giorgio Gucci، وفي القرن السادس عشر الرحالة الفرنسي بيير بولون دى مان Pierre Belon du Mans، مع نصوص أخرى عديدة تلقي أضواء جيدة على هذا الموضوع.
 
وشكراً جزيلاً لكما.
أحمد
27 - ديسمبر - 2008
أضف تعليقك