البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : علوم القرآن

 موضوع النقاش : فخر خوارزم المفسر المظلوم الإمام الزمخشري 1    قيّم
التقييم : التقييم :
( من قبل 1 أعضاء )
 محمد 
4 - سبتمبر - 2008
الإمام العلامة، والبحر الفهامة، الطود الأشم، والبحر الخضم، إمام المفسرين، ورئيس اللغويين جار الله أبو القاسم محمود بن عمر بن محمد بن عمر الخوازمي الزمخشري.
 
 مولده
 
 ولد بزمخشر من قرى خوارزم يوم الأربعاء 27 رجب 467هـ، في عهد السلطان أبي الفتح ملكشاه.
 
نشأته
 
 كان السلطان أبو الفتح قد شجع على العلم ووسع على العلماء، فنشأ الزمخشري في هذه الفترة وتلقى العلم على أكابر علماء بلده، رحل إلى بخارى وفي طريقته سقط عن دابته فانكسرت رجله ثم بترت، فكان يتخذ رجلا من خشب، وقد سقطت من الثلج .
 
ولم تحفل المصادر التاريخية بالحديث عن أسرة الزمخشري، وما كانت تتصف به، والمعيشةالتي كانت عليها. فغاية ما ذكر أن والده كان إماماً بقرية زمخشر. ويورد عدد منالمصادر ذكراً سريعاً لأمه مرتبطا بحادثة يرويها الزمخشرى نفسه. ونستدل من هذهالأخبار أنها امرأة ورعة تقية. ولو حاولنا أن نتعرف إلى أسرة الزمخشري أكثر، نجدأنه قد أورد ذكراً لأسرته في أشعاره. ومنها نذكر هذين البيتين اللذين قالهماالزمخشري مستغفراً الله من الخمر:

أستغفر الله أنني قد نُسِبتُ بها ولمأكن لمحياها بذَوَّاقِ

ولم يذقْها أبي كَلاّ ولا أحدٌ من أسرتيواتِّفاق الناس مصداقي

من الشعر السابق يظهر أن الزمخشري ينتمي إلى أسرةذات دين وتقوى وورع، فقد كانت بعيدة عن مثل هذه المحرمات التي يستغفر الزمخشريمنها.

وكان للزمخشري ألقاب عدة أطلقها عليه المؤرخون وكتّاب السّير. وقدغلب عليه لقب جار الله ، فكان يُلقَّب به، ويُذكر معه حيثما ورد له ذكر. وقداتفقت المصادر المتعددة على أن إقامة الزمخشري في مكة مجاوراً البيت الحرام، كانتسبباً في إطلاق هذا اللقب. وقد ذكر ابن خلكان أن اللقَب كان علماً عليه
.

وقد ارتبط بالزمخشري لقب آخر، وهو فخر خوارزم، وتستخدمه معظم المصادرعندما تشرع بالحديث عنه. ولعل إطلاق هذا اللقب على الزمخشري راجع إلى المكانةالعلمية الجليلة التي كان يتمتع بها.
 
 تتلمذ على محمد بن جرير الضبي الأصفهاني النحوي المعتزلي، ثم رحل إلى خراسان وأصفهان وبغداد وفيها التقى بالإمام الدامغاني الفقيه الحنفي، وسمع بغداد من نصربن البطر وبالشريف ابن الشجري، وتخرج به أئمة، ثم سافر إلى مكة وجاور بها زمانا، فلقب بـ(جارالله) وبها لقي رعاية من الأمير عُلَيّ بن عيسى بن وهاس العلوي الزيدي، وقرأ كتاب سيبويه على عبدالله بن طلحة اليابري، وطاف أنحاء الجزيرة واليمن، ثم رحل عن مكة إلى وطنه فمكث زمنا، ثم عاد إلى مكة وفي جواره الثاني ألف كتابه الشهير (الكشاف) ثم عاد إلى وطنه خوارزم.
 
علاقته بإمام الزيدية:
 
ويحكي الزمخشري علاقته بالأمير فيقول فلما حططت الرحل بمكة إذا أنا بالشعبة السنية من الدوحة الحسنية الأميرالشريف الامام شرف آل رسول الله أبي الحسن علي بن حمزة بن وهاس أدام الله مجده وهو النكتة والشامة في بني الحسن مع كثرة محاسنهم وجموم مناقبهم أعطش الناس كبداوألهلهم حشى واوفاهم رغبة حتى ذكر انه كان يحدث نفسه في مدة غيبتي عن الحجاز معتزاحم ما هو فيه من المشادة بطع الفيافي وطي المهامة والوفادة علينا بخوارزم ليتوصل الى إصابة هذا اغرض فقلت قد ضاقت على امستعفى الحيل وعيت به العللورأيتني قد اخذت مني السن وتقعقع الشن وناهزت العشر التى سمتها العرب دقاقة الرقابفأخذت في طريقة اخصر من الأولى مع ضمان التكثير من الفوائد والفحص عن السرائرووفقه الله وسدده ففرغ منه في مقدار مدة خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عهنه وكانيقدر تمامه في أكثر من ثلاثين سنة
 
قال الزمخشري في عُلي ابن وهاس العلوي إمام الزيدية و فضله عليه حين مقامه هناك :
 
     بمكةَ آخيتُ الشريفَ و فتيةً   
                          تـُـوَالِيْهِ من آل النبي غطارفا
    يُتابعُ إنْ نُوظِرْتُ ردءاً لشاغبٍ    
                         و ينهضُ إنْ ذُوكِرْتُ رِدْءَاً مُكاتِفاً 
    متى أقبلَ العلاَّمةُ انتفضوا لهُ   
                      و حَيَّوْهُ ، حيَّا اللهُ تلك المــعارفا
    و كان ابن وهاس لجنبي فارشاً    
                        كما تفعلُ الأمُ الحــفيةُ  لاحفا
    و تـمَّ ليَ الكشاف ثمَّ ببلدةٍ  
                              بها هبط التنـزيل للحق كاشفا
   على باب أجياد بنى لي منزلاً  
                              كركن شمام  بالصفا  متواصفا
   و أنفق في إتمامه  من تلادِهِ    
                               ثقيلات وزنٍ  في البلاد  خفائفا
 
  مولد الكشاف :
 
    الدار التي ألف فيها الزمخشري كشافه،  تعرف بـ الدار السليمانية ، فقد ورد في إحدى نسخ كتاب الكشاف ما نصه : في أصل المصنف بخطه رحمه الله : و هذه النسخة هي نسخة الأصل التي نقلت من السواد … ، و هي أم الكشاف الحرمية المباركة المتمسح بها، المحقوقة أن تسنتزل بها بركات السماء، ويستمطر بها في السنة الشهباء، فرغت منها يد المصنف تجاه الكعبة في جناح داره السليمانية التي على باب أجياد الموسومة بمدرسة العلامة ، ضحوة يوم الاثنين 23 ربيع الآخر عام 528 … . أهـ [1].
 
    و يبدو أن منزل الزمخشري كان ملتصقاً بأصل الدار السليمانية، و أنها كالمرفق الجديد، و لهذا قال فيها : جناح داره ، و ظاهر تسميتها بالسليمانية يدل على نسبتها إلى بني سليمان، و هم رهط و قبيل ابن وهاس، فلعلها من أوقاف آله، أو مما ورثه من آبائه أيام إمارتهم . 
 
 و تبادل ابن وهاس و الزمخشري أبيات المديح، فكان الزمخشري يقول:
 
        خليليَّ من أعلى تهامة  أنجدا     
                            أخاً كان غوريَّ الهوى ثم أنجدا
    أخالكما إن تسعدا ببكاكما     
                           أخاً لكما صباً تفوزا  و تسعدا
 
    إلى أن يقول :
     و لا كابن وهاس فتىً ضمَّ بُردُه    
                           حـساماً و ضرغاماً و أخضر مزبدا
     فتىً هو حاوٍ للمعاني  بأسـرها      
                         و قد جلبت منه المعالي بأوحــدا
     عُلاً حسنيات سنيات أنبتــت    
                          له بيت مجد في السناء مشـــيدا
     نجيبٌ نمته من ذؤابة هاشـــم     
                         نصاباً كفاه  بالنبوة محتـــــدا
 
يقول في الترحال والهجرة:
 
في الجزء الثالث من الكشاف بذيل الآية السادسة والخمسين من سورة العنكبوت: (يا عبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة فإياي فاعبدون) يقول: ((معنى إن المؤمن إذا لم يتسهل له العبادة في بلد هو فيه ولم يتمش له أمر دينه كما يحب فليهاجر إلى بلد يقدر أنه فيه أسلم قلباً وأصح ديناً وأكثر عبادة وأحسن خشوعاً. ولعمري إن البقاع تتفاوت في ذلك التفاوت الكثير، ولقد جربنا وجرب أولونا فلم نجد ـ فيما درنا وداروا ـ أعون على قهر النفس وعصيان الشهوة وأجمع للقلب الملتفت وأضم للهم المنتشر وأحث على القناعة واطرد للشيطان وأبعد من كثير الفتن واضبط للأمر الديني في الجملة من سكنى حرم الله وجوار بيت الله، فلله الحمد على ما سهل من ذلك وقرب ورزق من الصبر وأوزرع من الشكر. وعن النبي (ص): ((من فر بدينه من أرض إلى أرض ـ وإن كان شبراً من الأرض ـ استوجب الجنة وكان رفيق إبراهيم ومحمد...).
 
بعض من قابلوه:
 
ذكر التاج الكندي أنه رأى الزمخشري على باب الإمام أبي منصور بن الجواليقي، وقال الكمال الأنباري لما قدم الزمخشري للحج، أتاه شيخنا أبو السعادات بن الشجري مهنئا بقدومه، قائلاً:
 
كانَتْ مُسَاءَلَةُ الرُّكْبَانِ تُخْبِرُنِي عنْ أحمدَ بنِ عليٍّ أطيبَ الخَبرِ
حتّى التَقَيْنا فلا واللهِ ما سَمِعَتْ   أُذْنِي بأحْسنَ مِمَّا قَدْ رَأَي بَصَرِي
 
 
 وأثنى عليه ، ولم ينطق الزمخشري حتى فرغ أبوالسعادات، فتصاغر له، وعظمه، وقال : إن زيد الخيْلِ دخل على رسول الله -صلى اللهعليه وسلم- ، فرفع صوتَه بالشهادتين، فقال له : يا زيد كلُّ رجلٍ وُصِفَ ليوَجَدْتُهُ دُونَ الصِّفَةِ إلاَّ أنتَ، فإنَّك فوقَ ما وُصِفْتَ. وكذلك الشريفودعا له وأثنى عليه .

روى عنه بالإجازة أبو طاهر السلفي ، وزينب بنتالشعري،وروى عنه أناشيد إسماعيل بن عبد الله الخوارزمي، وأبو سعد أحمد بنمحمود الشاشي، وغيرهما.
 
قال السمعاني : أنشدنا إسماعيل بن عبد الله ، أنشدني الزمخشري لنفسه يرثي أستاذه مُضر النحوي:
 
وقَائِلَـةٍ ما هذه الدُّرَرُ التِي         تُسَاقِطُهَا عَيْنَاكَ سِمْطَيْنِ سِمْطَيْنِ
فَقُلْتُ هو الدُّرُّ الذي قَدْ حَشَا بهِ    أبُو مُضَرٍ أُذْنِي تَسَاقَطَ مِنْ عَيْنِي
 
ثناء المؤرخين عليه:
 
كان الزمخشري يتمتع بمكانه علمية مرموقة أوجدتها له متابعته الحثيثة للعلم واهتمامهبه سواء أكان في مرحلة طلب العلم أم في إعطائه للآخرين، ويشهد على مكانته العلميةالكبيرة تعدُّد المجالات العلمية التي نبغ فيها، وقد حرص أكثر الذين ترجموا لهعلى ذكر المجالات التي أبدع فيها، وذكروها ملازمةً له. فالذهبي يذكر أنَّالزمخشري كان رأساً في البلاغة والعربية.

قالالسمعاني : برع في الآداب، وصنف التصانيف، وَرَدَ العراق وخراسان، ما دخل بلداإلا واجتمعوا عليه، وتلمذوا له، وكان علامة نسابة، جاور مدة حتى هبت على كلامهرياح البادية.
 
وقال السيوطي في العالِم الشامخمحمود بن عمر بن محمد بن أحمد الزمخشر، كان واسع العلم، كثير الفضل، غاية في الذكاء، وجودة القريحة،متفنِّناً في كل علم، معتزلياً قوياً في مذهبه، مجاهراً به حنيفياً.

ويذكر صاحب كتاب ــ الجواهر المضيئة ــعندما شرع في ترجمة الزمخشري قال عنه الإمام الكبير المضروب به المثلفي علم الأدب ، وعلى الرغم من إعراض ابن حجر العسقلاني عن الزمخشري لميله إلىالاعتزال ، فإنَّه أشاد به ، فيذكر أنَّ الزمخشري كان في غاية المعرفة بفنونالبلاغة وتصرُّف الكلام.

وقد أعلى ياقوت الحموي من قدر الزمخشري ،فعدَّه إماماً في التفسير والنحو واللغة والأدب ، وأنه واسع العلم ، كبير الفضل ،متفنِّن في علوم شتى، وللمكانة العلمية العالية التي لمحها ياقوت الحموي فيالزمخشري نجده يطلق عليه فَخْرَ خوارزم حيثما ورد ذكره في كتابه
.

وينتصر صاحب كتاب ــ تاج التراجم ــ إلى الزمخشري ويرفع من شأنه ،فيبتدئ ترجمته له بقوله: إمام عصره بلا مدافعة.

وأشاد ابن خلكان بمكانةالزمخشري العلمية ، فذكر بأنَّه الإمام الكبير في التفسير ، والحديث ، والنحو ،واللغة ، وعلم البيان ، وأنَّه كان إمام عصره من غير مدافعة. ويذكر ابن خلكانفي موضع آخر من كتابه بأنَّ الزمخشري كان من أعلم فضلاء العجم بالعربية في زمانه، وهذا صاحب ــ كتاب الوشاح ــ يقول عنه : أستاذ الدنيا ، فخر خوارزم ، جار الله ،العلامة أبو القاسم محمود الزمخشري من أكابر الأمة ، وقد ألقت العلوم إليه أطرافالأزمة.

وامتدح الكثيرون سعة علم الزمخشري وإتقانه للعلم، فالسيوطييذكر أنَّه واسع العلم، كثير الفضل، غاية في الذكاء، وجودة القريحة، متفنناً فيكل علم، وأشار الفيروز أبادي إلى أنَّه إمام اللغة والنحو، والبيان باتفاقجميع العلماء. وأشاد الكثيرون بما كان يتقنه الزمخشري من علوم، فذكروا عندالحديث عنه أنَّه نحوي ولغوي ومحقق وبليغ ومفسِّر وفقيه.


من هنا يظهرلنا تنبُّه المؤرخين للمكانة العلمية العالية للزمخشري، ونقلت آراؤهم عند الحديثعن حقيقة هذا العالم بما يتمتع به من قدرة كبيرة، وظهر أن الزمخشري بحق موسوعيالمعرفة والثقافة. وهذا ما ظهر في كثرة نتاجه العلمي. فالزمخشري صاحب مصنَّفات شملتجمل الثقافة المعروفة في عصره.
 
مؤلفاته:
 
ألف في كل فن، فهو إمام في التفسير، إمام في النحو، إمام في البلاغة، فقيه، شاعر،أصولي،أديب، يظهر ذلك في كتبه، وقد أشرنا سابقاً إلى المكانة العلمية التي كانت للزمخشري،وقد كان من أبرز مظاهر هذهالمكانة كثرة نتاج الزمخشري ومصنفاته المتخصصة، فهذه الكثرة في مؤلفاته تعكس بلا شكجانباً مهما ً من سعة معرفته وعلمه.
 
 وقد شملت المؤلفات التي خلفها الزمخشري جملالنشاط الثقافي وعناصر الثقافة التي كانت سائدة في عصره، وأشاد الكثير من أصحابالتراجم الذين ترجموا الزمخشري بمصنفاته . فنراهم عند الشروع بالترجمة يذكرون أنهصاحب التصانيف البديعة، أو يقولون أنه صاحب المصنفات المشهورة ، أويذكرون أنه صنف كتباً حسنة.

وذكرت أغلب المصادر مصنفات الزمخشري والحديثعنها . وقد ذكر له المترجمون أكثر من خمسين مؤلفاً في موضوعات شتى، وأورد صاحبكتاب كشف الظنون أكثر مؤلفات الزمخشري، وأورد جزءاً من مقدماتها وخواتيمها.

برز الزمخشري في علوم شتى، وكانت له مؤلفات متعددة قيمة، فقد صنّففي جوانب مختلفة من العلوم الدّينية، واللغوية، والنحوية، والأدبية، والبلاغيةوغيرها. ومن مؤلفاته على سبيل المثال لا الحصر أذكر :

(تفسير الكشاف المسمي بالكشّاف عن حقائق غوامض التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل)، (المحاجاة بالمسائل النحوية) و( المفرد والمركب في العربية).
 
 و(الفائق في تفسير غريب الحديث) واختلفت المصادر في اسم هذا الكتاب.فذكره صاحب هدية العارفين باسم، الفائق وشيمالرائق في غريب الحديث، وأورده صاحب كتاب الجواهر المضيئة باسم غريب الحديث، أمَّا صاحب كتاب تاج التراجم فأورده باسم الفائق فيتفسير الحديث، ورتَّب الزمخشري هذا الكتاب حسب حروف المعجم ، وكشففيه عن غريب الحديث، فشرح فيه كل كلمة غريبة اشتمل عليها الحديث.

وقدأثنى ابن حجر العسقلاني على هذا الكتاب قائلاً : وكتابه الفائق في غريب الحديث منأنفس الكتب لجمعه المتفرق في مكان واحد مع حسن الاختصار وصحة النقل
 
و (أساس البلاغة) وهو أبرز الكتب اللغوية التي خلّفها الزمخشري ، وهو معجم في اللغة العربية رتَّبهالزمخشري حسب الحرف الأول وما يليه من حروف الهجاء . وكان الزمخشري رائداً في هذاالترتيب الدقيق،ويمتاز هذا المعجم عن غيره باختصاصه بذكر الاستعمالاتالمجازية للكلمة في مواضعها من الجمل إلى جانب معناه الحقيقي. لهذا فهو مليء بأبياتالشعر والعبارات الأدبية لتوضيح معاني الكلمات في استعمالاتها المختلفة.
 
 و (ربيع الأبرار وفصوص الأخبار) و( متشابه أسامي الرواة) و ( النصائح الكبار) و ( النصائح الصغار) و (ضالة الناشد في علم الفرائض) و (المفصل في النحو) و (الأنموذج في النحو) و (المفرد والمؤلف في النحو) و (رؤوس المسائل في الفقه) و (شرح أبيات كتاب سيبويه)
 
 و(المستقصى في أمثال العرب) كتاب في الأدب العربي متخصص بالأمثال العربية جمع فيه مصنفهالزمخشري ما يزيد على 1500 مثل عربي، وهو لا يتناول القصص التي تتعلق بالأمثالولذلك يعد هذا الكتاب من أهم ما ألف في هذا الموضوع، ورتب فيه الأمثلة ترتيباألفبائيا على حروف الهجاء.
 
و(صميم العربية) و (سوائر الأمثال) و (ديوان التمثيل) و (شقائق النعمان في حقائق الكلام) و (شافي العي من كلام الشافعي) و (القسطاس في العروض) و (المنهاج في أصول الدين).
 
 وقال ابن خلكان له (الفائق في غريب الحديث) ، و (ربيع الأبرار)، و (أساس البلاغة) : وفي هذا الكتاب المعجم يأتي بالمعنى ويقول: معناه كذا والمجاز منه كذا، ويأتي بعدة معاني يجعلها مجازية، ويجعل معنى واحداً هو الأصل.
 وكتاب (مشتبه أساميالرواة)، وكتاب (النصائح)، و (المنهاج في الأصول)، و (ضالة الناشد)، کتاب (الامکنه والجبال والمياه، في الجغرافيا).
 وكتاب (شرح مقامات الزمخشري): وهو كتاب تصدى فيه الزمخشري لشرح مقاماته شرحاً مفصلاً تعرض فيه للغة والبلاغة ،واستشهد بكثير من آيات القرآن الكريم، والحديث النبوي، وشعر العرب، وأمثالهموأخبارهم، وينقسم هذا الكتاب إلى مجموعة من المقامات التي ألفها الزمخشري مثل: مقامة المراشد، الرضوان، الزاد، الذهن، الخشية... الخ.
وكتاب (أطواق الذهب في المواعظ والخطب)، وهو مختصر يشتمل على مائة مقالة فيالمواعظ والنصائح والحكم ومكارم الأخلاق، كل منها في بضعة أسطر، ليست مُعنونة.

وقد نبه الأستاذ ولفريد مادلونغ في مقالة له عن الزمخشري المتكلم (مدريد 1986 في كتاب لمؤتمر هناك) إلى التأثير الكبير لآراء مدرسة أبي الحسين البصري على الزمخشري كما يبدو في هذه الرسالة.
 
 وعلينا أن نلاحظ أن الزمخشري كان حريصاً على العرض الموضوعي للآراء المختلفة دون تدخل كبير من جانبه فيها. لكنه في المرات القليلة التي كان يفضل فيها رأياً على آخر، كان يبدو متأثراً بآراء ابن الملاحمي (536هـ) المتأثر بدوره بأبي الحسين البصري (436هـ).
 
وعلي الرغم من أن بعض أعماله بالفارسية، إلا أنّه كان من المؤمنين بتفوق اللغة العربية و من المعارضين للشعوبية.
 
وفاته:
توفي رحمه الله ليلة عرفة بجرجانية خوارزم سنة 538هـ.
 
 من شعره المعروف:
  
 يا من يرى مد البعوض جناحها ... في ظلمة الليل البهيم الأليل
 ويرى مناط عروقها في نحرها ... والمخ من تلك العظام النحل
ويرى خرير الدم في أوداجها ... متنقلا من مفصل في مفصل
ويرى وصول إذا الجنين ببطنها ... في ظلمة الأحشا بغير تمقل
ويرى مكان الوطء من أقدامها ... في سيرها وحثيثها المستعجل
ويرى ويسمع حس ما هو دونها ... في قاع بحر مظلم متهول
امنن علي بتوبة تمحو بها ... ما كان مني في الزمان الأول
 
 
ومن شعره في طلب العلم والصبر عليه:
 
سهري لتنقيح العلوم ألذ لي           من وصل غانية وطيب عناق
وتمايلي طربا لحل عويصة          أشهى وأحلى من مدامة ساقي
وصرير أقلامي على أوراقها          أحلى من الدوكاء والعشاق
وألذ من نقر الفتاة لدفها             نقري لألقي الرمل عن أوراقي
يا من يحاول بالأماني رتبتي          كم بين مستغل وآخر راقي
أأبيت سهران الدجى وتبيته           نوما وتبغي بعد ذاك لحاقي
  
ومن شعره أيضا:
 
أنبأني عدة عن أبي المظفر بن السمعاني ، أنشدنا أحمد بن محمود القاضي بسمرقند ، أنشدنا أستاذي محمود بن عمر :
 
أَلاَ قُلْ لِسُعْدَى ما لنَا فِيكِ مِنْ وَطَرْ     ومَا تَطَّبِينَا النُّجْلُ مِن أَعْيُنِ البَقَرْ  
فإنَّا اقْتَصَرْنَا بالذين تضَايَقَتْ           عُيُونُهُم واللهُ يَجْزِي مَنِ اقْتَصَرْ 
مَلِيحٌ ولكنْ عِنده كُلُّ جَفْوَةٍ              ولمْ أرَ في الدُّنْيَاصَفَاءً بِلا كَدَر 
ولمْ أَنْسَ إِذْ غَازَلْتُهُ قُرْبَ رَوْضَةٍ      إلى جَنْبِ حَوْضٍ فِيْهِ للماءِ مُنْحَدَرْ 
فقلتُ له جِئْنِي بِوَرْدٍ وإِنَّمَا              أَرَدْتُ به وَرْدَ الخُدُودِ ومَا شَعَرْ
فَقَالَ انْتَظِرْنِي رَجْعَ طَرْفٍ أَجِيءْ بِهِ     فَقُلْتُ لهُ هَيْهَاتَ مَا في مُنْتَظَرْ              
فقَالَ ولا وَرْدٌ سِوَى الخَدِّ حَاضِرٌ          فقُلْتُ له إنِّي قَنَعْتُ بِمَا حَضَرْ
  

مصادر الترجمة:
 
طبقات المعتزلة 20، الجواهر المضيئة 2/160، وفيات الأعيان 5/168، لسان الميزان 6/651، الأعلام 7/178.
شاهد التعليقات الأخرى حول هذا الموضوع
أضف تعليقك
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
الجديد الذي قدمه الزمخشري    كن أول من يقيّم
 
الجديد الذي قدمه الزمخشري في تفسيره:
 
فتح الزمخشري لنا أعماق دراسة جديدة في البلاغة القرآنية التطبيقية، انتظمت على ما ابتكره عبد القاهر الجرجاني، وما أضافه هو من نكت بلاغية، ومعان اعجازية، اعتمدت المناخ الفني فعاد تفسيره المسمى "الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل" كنزاً من المعارف لا تنتهي فرائده، وقد تجلى فيه ما أضافه من دلالات جمالية في نظم المعاني، وما بحثه من المعاني الثانوية في تقديم العبارة وعائدية الضمائر، والتركيب اللغوي، وتعلق العبارة بعضها ببعض من وجهة نظر بلاغية تعتمد على عنايته بالكناية والاستعارة والتشبيه والمجاز والتمثيل والتقديم والتأخير، عناية فائقة فهو يفصل القول في الفروق المميزة بينها، ويشير من خلالها إلى المعاني الثابتة، وهو كثير التنقل بالألفاظ القرآنية من الحقيقة إلى المجاز، ونكاد نقول: إنّ خير تفسير في العربية تحدث في بلاغة القرآن، واعجازه وسر نظمه وروعة ادائه هو تفسير الزمخشري ، إذ كان تفسيره الأول والأخير في عالم التفاسير".
 
 وقد أخضع تفسيره هذا للوجهة الكلامية عند المعتزلة ودافع عنها، وأضاف إليها الدلالات النفسية التي تستنبط كمعنى آخر للآية، أو كوجه ثان لها، فكأنه يبحث عن معنى المعنى الذي قرره عبد القاهر الجرجاني في دلائل الاعجاز.
 
 وللزمخشري إشارات دقيقة في التنكير والتعريف، والفصل والوصل، والمجاز اللغوي والمجاز العقلي وفي التمثيل والتشبيه. وامتاز الزمخشري على عبد القاهر. إن عبد القاهر قد وجه عنايته بنظريته إلى المعاني ومدى علاقتها بالنظم، ولم يعر أهمية لبديع القرآن، بينما اهتم بذلك الزمخشري وجعله أساساً يندرج تحت مفهوم البيان باعتبار البديع أشكالاً وقوالب وصوراً، تفنن بها القرآن وأبرزها على نحو فني تتميز به أساليب القول.

وبعد هذا، فلا نغالي إذا قلنا: إنّ الزمخشري من أوائل العلماء البلاغيين الذي كرسوا الجهد في الكشاف لاستجلاء الاعجاز من خلال الاستعمال البياني في التفسير، وله لقطات أجاد بها في كثير من المواضع.
 
ومع هذا لم يسلم هذا الكتاب القيم من الطعن، فقد حمل عليه قاضي الاسكندرية: أحمد بن محمد بن منصور المنير، وناقشه بكثير من آرائه بكتاب اسمه: "الانتصاف".

وقد سار على نهج الزمخشري في استجلاء الصور البيانية للقرآن الكريم جمع من المعاصرين، وتفوق عليه بعضهم بتحقيق أجزاء من الصورة الفنية للقرآن التي ترسم المواقف، وتصور المشاهد، وتشخص العقليات، حتى عاد ما كتب حديثاً، منهجاً جديداً في إضافته يمثله كل من:

1_ الاستاذ أمين الخولي في: محاضرات في الامثال القرآنية ألقاها على طلبة الدراسات العليا في كلية الاداب جامعة القاهرة/ مخطوط.
2_ الدكتورة عائشة عبد الرحمن "بنت الشاطىء" في:
أـ التفسير البياني للقرآن الكريم.
ب_ الاعجاز البياني للقرآن الكريم.
3_ محمد حسين علي الصغير في:
الصورة الفنية في المثل القرآني/ دراسة نقدية وبلاغية.
 
 
أبدع جداً في تأليفه، وهو القائل شعراً يمدح تفسيره :
 
إنّ التفاسير في الدنيا بلا عددٍ ** وليس فيها لعمري مثلُ ( كشافي )
إن كنت تبغي الهدى فالزم قراءته ** الكتب كالداء والكشاف كالشافي
 
 
خصائص التفسير ومميزاته:
 
يمتاز الكشاف بأمور منها:
1- خلوه من الحشو التطويل.
2- سلامته من القصص والإسرائيليات.
3- اعتماده في بيان المعاني على لغة العرب وأساليبهم.
4- سلوكه فيما يقصد إيضاحه طرق السؤال والجواب كثيراً، ويعنون السؤال بكلمة "فإن قلتَ" ويعنون الجواب بكلمة "قلتُ".وهذا مما زاد في تفسير الكشاف قيمة يجعل النفوس تميل إليه، والطباع راغبة في قراءته وتناوله.

وقد أشاد كثير من أصحاب التراجم بهذا المؤلف . فابن خلكان عند حديثه عن هذا الكتاب يذكر أنه " لم يصنف قبل هذا الكتاب مثله"

ويؤيده ابن شاكر الكتبي في ذلك حيث يقول عن هذا الكتاب إنه "لم يصنف قبله مثله في المعاني ، والبيان ، والإعراب".
 
وقد ترك هذا التفسير صدًى واسعاً في الساحة العلمية، واعتنى الدارسون به شرحاً واختصاراً وتلخيصاً، وطبع مراراً في الهند ومصر، ومع بعض الطبعات جزء في تفسير شواهده.
 
وهكذا نجد الأئمة الذين تكلموا على الإمام الزمخشري وعلى تفسيره من الناحية الاعتزالية قد أثنوا عليه من الناحية الأدبية والبلاغية واللغوية .
 
موقفه من المسائل الفقهية:
 
ونجد أن الزمخشري لا يتوسع في المسائل الفقهية أبداً، بل على العكس نرى أنه يتعرض لها إلى حد ما دون الميول إلى مذهبه الحنفي، فهو معتدل لا يتعصب لمذهبه الفقهي على عكس مذهبه الاعتقادي فإنه متحيز له جداً .
 
موقفه من الإسرائيليات:
 
إن الناظر في كتب التخريجات لأحاديث الكشاف، يجد أن الزمخشري مُقِلٌ من ذكر الروايات الإسرائيلية، وهو يتبع خطة للكشف عن هذه الروايات، بأن يصدر الرواية بلفظ "روي" المشعر بضعف الرواية، وبعدها عن الصحة، وإما أن يفوض علمه إلى الله تعالى وهذا في الغالب يكون عند ذكره للروايات التي لا يلزم من التصديق بها مساس الدين، وإما أن ينبه إلى ضعف الرواية وهذا في الغالب يكون عند الروايات التي لها مساس بالدين وتعلق به .
 
وهكذا ومن خلال هذا التفسير يظهر الزمخشري بمظهر المتحيز القوي لاعتزاله، وكذلك يظهر بمظهر العدو لأهل السنة والجماعة مما أثار عليه خصومه من أهل السنة والجماعة، فتعقبوه بالمناقشة والتفنيد، فرد عليه الكثيرون من أمثال ابن القيم في (أعلام الموقعين)، وابن تيمية في (مقدمته في أصول التفسير)، وأبو حيان في (البحر المحيط) وغيرهم كثير.
 
وبالجملة...نقول إن الكتاب يعتبر من أحسن الكتب التي يرجع إليها في التفسير من ناحية إعمال العقل والتدبر والنظر، والبلاغة والتي لم يسبق إليه مؤلفه.
 
حيث يقول عن فضل الله في توفيقه لتأليف هذا التفسير" وما هي الا آية من آياتها البيت المحرم وبركة أفيضت علي من بركات هذا الحرم المعظم اسأل الله ان يجعل ما تعبت فيه منه سببا ينجيني ونورا على الصراط يسعى بين يدي وبيميني ونعم المسؤول".
محمد
21 - سبتمبر - 2008
أضف تعليقك