البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : الرواية والقصة

 موضوع النقاش : مذكرات    قيّم
التقييم : التقييم :
( من قبل 2 أعضاء )
 صلاح 
9 - يوليو - 2008
وما يدرينى أنك فى تلك الأمسية الثملة لم تلاحق أخرى ... ترسل لها نظراتك المقتحمة من آن لآخر , كما كنت ترسل لى ........
لن ألجأ إلى إحساسى الأنثوي لأستعلمه إن كان شعر بأن ومضاتك الملهبة تلك , كانت لي وحدي فى تلك الليلة ... فقد عطلت ذلك الإحساس لديَّ عيناك , وماترسله من دعوات ... وما لي لا أظن وقد برعت أنت في أن تطري جمالى ... ثم أنوثتى ... ثم تشفق .. فتستحث ... ثم تدعو .. فتلح ... بلغة تفهمها الأنثى ... ولا يجيدها كثير من الرجال ... ما أرانى إلا إمرأة ألهتها قصائد غزل .. وألحان حالمة .. ووعود واعدة , كانت تأتيها من عينين جذابتين , عن شباك أخرى تتصيد وفخاخ أخرى تنصب , من نفس الصائد الماهر , لفرائس أخرى , فى ذات الوقت .
إن يقينى أنك تجيد التسديد للهدف وحده , كما تجيد إخفاءه عن الآخرين , لَيَموج فيه شكي بأنك كنت تسدد لأهداف أخرى ... ولم لا والحفل كان مرصعاً بحسان أخر , أوقن أنك غصت فى داخلهن كما غصت فى داخلي .. تفتشه .. تقرأه ... وأوقن أنهن سمعن من المدح فيك من ذويهن وأزواجهن ما سمعته فيك من زوجي َ الطيب ........
 
 
--------------------
ما لي لم أعد أرى لى عنك تحولا ... رغم صوت يئن فى داخلي .... منذ تلك الليلة , التي لا أثق أنك تذكرها ... وحوار لم يكن لى به عهد , يدور داخلي كل ليلة .........
خصمان يتنازعاننى ... صاحبى الأرعن الغوي فى صدري ... وذلك الوقور السمج فى رأسي ......
ماهر أنت فى تخاطب المقل ... بارع لم تزل فى التسديد والاستقبال ... فما إن عاتبت عيناى عينيك , لسؤالهما عن سبب شحوبي ... حتى أرسلت تدفئني .... تضمني .........
مزيد من الخمر لينتشي صاحبي السكير الذى يسكن صدري ... ويثقل الآخر الذى لا يفتأ يحتج فى رأسي ..
إلى أين ........ وإلى متى..........
-------------------
ماللموسيقى يعلو صوتها , بعد أن استهلت هادئة متسللة .........
وعطرك ... بات نفاذاً .. يخرج من ثناياي بعد أن كان مداعباً ينضح على مهل .......
برغم لقاءاتنا , كانت عيناك مازالتا تجيدان الإرسال والاستقبال فى حذر .. وخصوصية ... ووضوح .. وتوحش................
إلى أين تأخذنى .... لى هنا بعض من أمل ....
أين سيرسو بنا قاربنا هذا ......... لا أريد التوغل ..... فلى على الشاطئ وديعة ...........
 
 
------------------
هاهو من جديدٍ ذلك الصوت الخشن الذي ظننته كف عن سلبيَ نومي وراحتي ....
هاهو يأتي أقوى وأحد .... هاهو يطغى على صوت صاحبي َ الذى يسكن صدرى , والذي لا أراه فى ألقه الذى كان....
أين بعض خمرك ... أسكبها عليهما , لعلي أغفو ... أين أنت .. كادت تفضحني ملاحقاتي إياك ....
أين براعتك .... أين وهج هاتين النافذتين اللتين كنت تطل منهما على داخلىَ فترتبه وتنمقه ..... ؟؟
.... تتوارى الآن ... عن عمد .......
وقد كنت تقطع عليّ الطريق فى أحلامى .. حتى شعر زوجى ... وأرهقته المحاولات .. فتارة كان يلح بحنانه ... وتارة كان يربت في رفقٍ ويتركني وإنزوائي .
لاتدعنيَ تقتلني ظنونيَ أني أخطأت ترجمة رسالتك أننا قد جردتنا الدنيا إلا من طريق واحد .. وخطوات واحدة .. إلى غاية واحدة ... لا تدعني ... فلم تعد على حافتي الطريق يابسة .....
.لم تعد سوى هوة لا أرى لها من قرار.........
 
 
---------------------------
هذه هى الليلة الثالثة لجفنيّ لم ينسدلا ... لا أقوى على الوقوف , وأعلم جيدا أن قرصا آخر من ذلك المنوم كفيل بأن يهدد حياتي التي لا أريدها أن تنتهي قبل أن أحاصرك ... وأتلقى منك إجابة .
دفعتني شفقتي على زوجي ,الذى أفلحت فى إقناعه بأني مريضة , أن أتحامل , وأخطو متساندة أبحث عنه ...
وكما توقعت , كان فى مكتبه .. بيد أنه كان يميل برأسه بين كفيه على المكتب , لفتني أنه لم يشعر بدخولي لما لم يقم ليأخذ بيدي ... اقتربت ....
كانت ورقة لم يبق منها سوى سطرين فارغين أو ثلاثة .. حاول بضعف ألا ينيلني إياها..........
أخذتها , وتهاويت على أريكة بجوار المكتب .......
لم يكن مداداً ذلك .. بل كان دماً .... لم تكن كلمات وحروف .. بل نصال وسهام تخترق جسدى ...............
لقد شعر .. فعلم ... تعذب ... بل قتل كل يوم ألف مرة .....
كان يسألني بكل غال أن أقتله .. قبل أن يقتل نفسه بالرحيل عني .........
وفى ذيل الورقة كانت دمعة .......
بل كانت طوفان غمرنى .....
فغبت عن الوجود
 
------------------------
برد ووحدة ... جفاف وجفاء
اللون الأبيض يجثو على كل شئ ... كأن الدنيا تدخل فى كفنها .... إنه المكان المناسب ....
أتيت إلى هنا بعد جلسة هادئة , لم أتفوه خلالها بكلمة ... وجدته قوياً متماسكاً .. حنوناً كعادته ... اختار لى أن
آتي إلى هنا ... لي أن أعتبرها نزهة , أو زيارة طويلة طويلة لأختي وعائلتها فى تلك البلاد الباردة .......
كان قد أعد كل شئ ... التأشيرة .. وتذكرة الطائرة .. جلب لإبننا مربية متفرغة .. أوشك على الانتهاء من إجراءات إلحاقه بمدرسة داخلية تليق به ..... وأودع باسمى مبلغا سخياً.............
وناولنى ورقة.... تحمل إشعار معول .. هدم وجوداً كنت قد تعاميت عنه منذ رأيتك
 
 صلاح أبو الحمد حفني
شاهد التعليقات الأخرى حول هذا الموضوع
أضف تعليقك
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
أى شرف    كن أول من يقيّم
 
أى شرف منحتنى كلماتك
 
أسعدك الله أستاذه ضياء كما أسعدتنى باهتمامك
 
منذ وقت كانت فكرة تتردد فى ذهنى من آن لآخر ... بطلها ذلك الصائد بأدواته المنمقة الناعمة الرقطاء ... وكنت أنوى كتابة قصة هو محورها
 
بيد أنى حين شرعت فيها وجدتها تقودنى الى الفريسة
 
وتركت لها ذهنى ... تضع فيه سيرتها ( مذكراتها )
 
وأعتقد أن هذا ماجعلنى أكتب النهاية بعد يومين من كتابة القصة , وقد كان عجبى بعد أنأنهيتها أننى لم أتحرى ذلك الصائد الذى هو نواة القصة
 
ولكنى أعتقد أنى تحريت ما هو أهم من شخصه ... انه أثره على فريسته وحياتها التى توقفت بما يشبه الموت
 
أشكرك لك اهتمامك أستاذتى , وأعتذر أشد الاعتذار لتأخر شكرى
 
ولكنها ظروف عمل لاحيلة لى معها
 
دمت بكل خير أستاذتنا
صلاح
31 - أغسطس - 2008
أضف تعليقك