محمد أبوتريكة: من عجيب أمر هذا الزمان أن نجد شخصًا يسمى "محمد أبوتريكة" يلعب كرة القدم ويُبدع فيها، وينتقل بها من ملهاة مسلاة ومشغلة إلى مثيرة للمشاعر، مشعلة للعواطف موحدة للأمة في مجالي اللعب الدولي، والسياسة الدولية؛ ففي حادثة ليست الأولى من نوعها، ولم تكن مستغربة قام نجم المنتخب المصري- والنادي الأهلي محمد أبو تريكة- بالتعبير عن فرحته بالهدف الذي سجله لفريقه بإعلان تضامنه مع الشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة. وبعد أن قام اللاعب الخَلُوق بإحراز هدفٍ رائع في مرمى المنتخب السوداني أظهر قميصه الداخلي والذي كتب عليه عبارة "تعاطفًا مع غزة SYMPATHIZE WITH GAZA"، باللغة العربية والإنجليزية في المباراة التي جرت بينهما على أستاد كوماسي، في إطار مباريات المجموعة الثالثة لكأس الامم الأفريقية التي تستضيفها غانا. وبعدئذٍ أشهر حكم المباراة البطاقة الصفراء لأبو تريكة حيث تحظر قوانين الفيفا على اللاعبين التعبير عن أي مواقف سياسية أو دينية أو عِرْقية[ لا سيما فيما يتعلق بالإسلام والمسلمين!!!] سواء على المستوى المحلي أو المستوى الدولي أثناء أدائهم لمباريات كرة القدم. وقد تحاشى أبو تريكة إظهار القميص مرة أخرى بعد إحراز هدفه الثانى فى مرمى السودان خوفًا من الحصول على هدف ثانٍ، والطرد من المباراة. وقد أدى هذا الموقف النبيل من اللاعب أن تعاطف معه-ومع فريقه- العالم العربي كله، فكانوا على قلب رجل واحد في حب مصر والدعاء لمنتخبها لكي ينصر العرب والعروبة!!! في مباراتيهم مع ساحل العاج في قبل النهائي، ومع الكاميرون في النهائي التاريخي. ومن المشاهد المؤثرة تلك السجدات الجماعية للاعبي المنتخب عقب كل هدف وكل إنجاز. لقد حقق هذا اللاعب وإخوانه قدوة حسنة في هذا الميدان الذي كان يسيطر عليه إلى وقت قريب مجموعة من الشذاذ والعصاة، الذين كان لهم في الحانات والبارات فضائح ورذائل يعرفها أبناء جيل السبعينات والثمانينات والتسعينات. ولذا فإنني أصدق على موقف الأديب المصري علاء الأسواني حين صرخ قائلاً: أبوتريكة فعل بيسر ما عجز عنه المثقفون العرب جميعًا!!! وأشيد في هذا الصدد بمقولة سمو الشيخ محمد بن راشد، حاكم دبي، حفظه الله، حين ذكر أن إنجاز المنتخب المصري يعد إنجازًا قوميًّا للرياضة العربية. ولكن يبقى السؤال: أليس من العجيب أن توحد كرة القدم العرب، في الوقت الذي لا يستطيع الساسة ولا العلماء، ولا الأدباء أن يفعلوا ذلك؟!! هل فعلاً صارت الكرة توحد والمذاهب الدينية تفرق؟!! د/صبري أبوحسين دراجيل/ الشهداء/ المنوفية/ جمهورية مصر العربية |