يأبى الناس الاعتراف بخطاياهم و يحبون من يعظم عطاياهم و هم دائما ما ينفقون فى المحرمات عن طيب خاطر و يضنون بالقليل فى الخيرات باصرار ماكر كأن الأموال التى جنوها قد اتت للفعل الحرام و هذا ما يرضى النفوس التى اصابها السقام و حين يقع الانسان فى ابتلاء يهرع مسرعا للندم عن الأخطاء و حينئذا يكون الوقت قد فات و الحياة امتلأت بالدمعات فما المانع ان نبحر الآن مع سفينة الفضيلة و نهجر الأرض التى نبتت فيها الرزيلة فتسمو النفوس الى مراتب الشرفاء بعدما كانت جالسة فى مقاعد البلهاء و نتذوق طعم التوبة و الايمان بعدما تتخلل النفوس و الأبدان و نسعد برضاء الرب عنا و جنة الخلد التى بها وعدنا
|