اهتم بالآخر
أحبائى مجلس الفلسفة وعلم النفس تحية طيبة وبعد :الاهتمام بالآخر هو محور العلاقات الانسانية والعبارة الانسانية الخالدة (كن صديقى )هى عبارة واقعية وصحيحة وجميع الفلاسفة والأنبياء والرسل كان هدفهم واحد ،وهو الاهتمام بالآخر، ففى الدين الاسلامى نجد الزكاة هى اهتمام بالغ بالفقراء والمساكين وفى الدين المسيحى -حبوا أعدائكم وباركوا لاعينكم -
وفى هذا الموضوع يقول كارنجى فى كتابه -كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر فى الناس -أجرت شركة (تليفونات نيويورك )دراسة تحليلية للوقوف على الكلمة التى تستخدم فى المحادثات التليفونية أكثر من سواها ..هل استنتجتها .؟إنها ضمير المتكلم (أنا ..)لقد استخدمت هذه الكلمة 3990مرة فى 500محادثة
وإذا كنت فى شك من هذا ،فأجب عن السؤال :عندما تتأمل صورة جماعة من الناس أنت من بينهم فإلى من ترسل النظر إليه..؟ فلماذا يبدى الناس اهتماما بك ما دمت أنت لا تهتم بهم أولا ؟ وكيف تحاول اجتذاب أنظار الناس إليك دون أن يتجه نظرك أولا إليهم ..؟كتب الفرد أدلر عالم النفس النمسوى الشهير كتابا أسماه (ما ينبغى أن تعنيه لك الحياة )وفيه يقول (....إن الشخص الذى لا يهتم بالآخرين هو أحق الناس بمعاناة شدائد الحياة وفى مثل هذا الشخص تتجلى الخيبة الانسانية ..)
فنحن جميعا - سواء كنا صعاليك او ملوكا متوجين -- نرضى عمن يبدى إعجابه بنا ....إذا نحن أردنا نكتسب الأصدقاء فلنضع أنفسنا فى خدمة غيرنا من الناس ولنمد لهم يدا مخلصة نافعة مجردة من الأنانية والمصلحة الذاتية ..وكان هذا الشغف بالناس وبمشكلاتهم الخاصة هو سر نجاح الدكتور -تشارلس إليوت -أحد أعلام الأساتذة الذين تعاقبوا على رياسة جامعة -هارفارد - وإليك مثلا من طريقة الدكتور- إليوت -فى التحبب إلى الناس .
أتى إليه فى مكتبه طالب فى السنة الإعدادية يدعى -كراندون - ليقترض 50 ريالا من( صندوق أمانة الطلبة )فأعطاه الرئيس المبلغ الذى أراده . قال - كراندون - :( وشكرت للرئيس عطفه وكرمه واستدرت نحو الباب ولكن الرئيس استوقفنى وقال :( تفضل بالجلوس ) ثم استطرد لفرط دهشتى يقول ..( لقد سمعت أنك تطهو طعامك بنفسك فى غرفتك وإنى أهنئك على هذا فقد كنت أنا أفعل الشىء نفسه عندما كنت فى مثل سنك ...........هل صنعت مرة فطيرا محشو باللحم ؟إنه ألذ أنواع الفطائر وأشهاها .وهذه هى الطريقة التى كنت أصنعه بها ..)....وبدأ الرئيس يقص على ًكيف انتقى اللحم وأقطعه وأطبخه على نار هادئة ثم احشو به الفطير.
....وقد وجدت بالتجربة العملية أن فى وسع المرء أن يفوز باهتمام أرفع الناس قدرا وأعظمهم درجة لو أنه أبدى اهتماما بهم .
قال ( ببليليوس سيروس ) أحد شعراء الرومان الأقدمين ( إننا لا نهتم بالناس حتى يهتموا بنا )
فاذا أردت أن تحبب الناس إليك فاتبع القاعدة الاتية :
اظهر اهتماما بالناس
المصدر -كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر فى الناس -تأليف ديل كارنيجى تعريب عبد المنعم محمد الزيادى -ص 57الى ص69 بتصرف يسير