البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : السينما و المسرح و التلفزيون

 موضوع النقاش : هل الموسيقى حرام فعلا؟    قيّم
التقييم : التقييم :
( من قبل 3 أعضاء )
 علاء 
6 - ديسمبر - 2007
ما حكم الموسيقى في الإسلام هل هي حلال أم حرام؟

هل صحيح أن الموسيقى حرام؟وهل هذه الأحاديث صحيحة ؟
السؤال :
هل الموسيقى فعلاَ حرام قول لا شك فيه ؟
لماذا تبدو آلاتنا الموسيقية بسيطة كمنتجاتنا التراثية اليدوية التي لا ترى فيها الإبداع والجمال بقدر ما ترى أنها كانت محاولة للبقاء على قيد الحياة؟ من سرق منا الجمال؟ من قتل فينا الإحساس به؟
يرى الفقيه الفيلسوف أبو محمد بن حزم أن استماع الموسيقى مباح مثل التَّنَزُّه في البساتين ولبس الثياب الملونة.
أما الأحاديث التي وردت في النهي عنها فيقول ابن حزم : لا يصح في هذا الباب شيء أبداً وكل ما فيه فموضوع ومنقطع.
و احتج ابن بحديث عائشة أن جاريتين كانتا تغنيان فدخل أبو بكر فنهرهما وقال : أبمزمور الشيطان في بيت رسول الله فقال الرسول :" دعهما يا أبا بكر فإنها أيام عيد". و من المعلوم أن العيد لا يحل الحرام.وقد رد بعضهم الاستدلال بهذا الحديث بأن هذا غناء بلا آلات. وهذا خطأ لقوله : أبمزمور الشيطان , إذن هي مزامير. ولو قبلنا أن المقصود هنا هو الدف لتوجب أن تحمل النصوص التي يحتج بها المحرمون على نفس المحمل.

واستدل ابن حزم بأثر صحيح الإسناد عن عبد الله بن عمر و عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما أنهما استمعا للعود.
واحتج أيضاً بحديث أن ابن عمر سمع مزمارا فوضع إصبعه في أذنيه و نأى عن الطريق , وقال: يا نافع هل تسمع شيئاً ؟ قال: لا , فرفع إصبعيه وقال: كنت مع الرسول عليه السلام فصنع مثل هذا. قال ابن حزم: فلو كان حراماً ما أباح رسول الله لابن عمر سماعه ولا أباح ابن عمر لنافع سماعه.

غير أني هنا أختلف مع ابن حزم في تصحيح هذا الحديث والصحيح أنه موقوف على ابن عمر.
وأجاب ابن حزم عن الاحتجاج بالآية : ( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله) قال ابن حزم:هذا ليس عن رسول الله ولا ثبت عن أحد من أصحابه و إنما هو من قول بعض المفسرين ممن لا تقوم بقوله حجة, ثم لو صح لما كان فيه متعلق لأن الله تعالى يقول : ( ليضل عن سبيل الله ) و كل شيء يقتنى ليضل به عن سبيل الله فهو إثم وحرام ولو كان شراء مصحف أو تحفيظ قرآن .

وضعف ابن حزم كل أحاديث التحريم , فحديث عائشة مرفوعاً : إن الله حرّم المغنية و بيعها وثمنها و تعليمها والاستماع إليها. ضعيف في سنده سعيد بن أبي رزين وهو مجهول قاله الذهبي وابن حجر. وأما حديث عليّ : إذا عملت أمتي 15 خصلة حل بها البلاء , ذكر منها :واتخذت القينات والمعازف , ففي سنده مجاهيل و فرج بن فضالة وهو ضعيف. أما حديث معاوية :أن الرسول( ص) نهى عن تسع منهن الغناء والنوح , ففيه محمد بن مهاجر وهو ضعيف. وأما حديث أبي أمامة مرفوعاً بتحريم تعليم المغنيات وشرائهن و بيعهن بأن فيه إسماعيل بن عياش وهو ضعيف يخلط. وأما حديث أنس : من جلس إلى قينة صب في أذنه الآنك , فإسناده فيه مجاهيل و روي مرسلاً. وأما حديث النهي عن صوتين ملعونين: صوت نائحة وصوت مغنية, ففيه جابر الجعفي وهو ضعيف. وأما حديث ابن مسعود: الغناء ينبت النفاق في القلب ففيه شيخ لم يسم ولا يعرف. والصحيح أنه موقوف و ابن مسعود رضي الله عنه كان يحرم حتى الدف الذي يتفق معنا مخالفونا على إباحته ويأمر بشقه. و الحق أن ابن مسعود أقرب للاتساق إذ لا فرق بين الدف وغيره من الآلات الموسيقية. ثم ما هي الآلات التي كانت موجودة في عصر النبوة ؟ فالعود لم يعرف فيها إلا بعد عصر الفتوحات الإسلامية.

و يستمر ابن حزم في تضعيفه لهذه الأدلة فيرد الحديث الذي رواه البخاري معلقاً غير مسند : ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر و الحرير والخمر والمعازف. فهذا اللفظ صريح لكنه معلق أما الروايات المسندة من غير طريق البخاري ففيها : " تغدو عليهم القيان و تروح عليهم المعازف". والذي أعتقده أن ابن حزم أخطأ في تضعيف هذا الحديث , غيرأنه ليس من قبيل السنة التشريعية , فهو وصف لحال أناس يكونون في آخر الزمان ممن يستحق الخسف به في باطن الأرض.
أصحيح ما يقال إنه لم يبح الموسيقى من العلماء إلا ابن حزم ؟
يقول الأوزاعي: ندع من قول أهل الحجاز : استماع الملاهي والجمع بين الصلاتين من غير عذر.( السير 7-131)

من هم علماء الحجاز الذين تحدث عنهم هذا الرجل الذي مات سنة 157 للهجرة؟ إنهم فقهاء مكة عطاء بن أبي رباح وعكرمة وابن جريج وفقهاء المدينة السبعة الذين كانوا هم فقهاء السنة قبل نشوء المذاهب الأربعة.بل قال القفاّل أن مذهب الإمام مالك نفسه إباحة الغناء بالمعازف كما في كتاب "إبطال دعوى الإجماع على تحريم السماع" للشوكاني.وقال ابن طاهر في إباحة العود : هو إجماع أهل المدينة.
وقال الإمام الشافعي في الأم ( 6 – 209 ): ليس بمحرم بيّن التحريم.
وقال أبو حنيفة : من سرق مزماراً أو عوداً قطعت يده ومن كسرهما ضمنهما.
ونقل الماوردي في الحاوي ( 2 – 545) أن أبا حنيفة ومالك و الشافعي لم يحرموه.
وأباحه الأئمة الغزالي وابن دقيق العيد و سلطان العلماء العز بن عبد السلام والشوكاني.
أما ما جاء عن بعض الأوائل أن الغناء لا يفعله إلا السفهاء فليس المقصود به الكاسيت والسي دي فإنهما لم يكونا موجودين ذلك الوقت. وإنما المقصود هو مجالس الطرب وما كان يخالطها من فسق . قال البغوي في شرح السنة
( 4 –322): الغناء بذكر الفواحش والابتهار بالحرام و المجاهرة بالمنكر من القول فهو المحظور من الغناء.
هذا هو موقف الفقهاء والأئمة المعتبرين. فهل سنزايد عليهم في التدين والتقيد بالشرع ؟ و هل سيظل موقفنا من الموسيقى الجميلة موقف الرفض والتنقص والاحتقار؟
شاهد التعليقات الأخرى حول هذا الموضوع
أضف تعليقك
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
يا عقلا خشبيا    ( من قبل 7 أعضاء )    قيّم
 
 
 
 
من لا يزال يزعم حرمة الغناء من المحرماتيين خصوصا الحنابلة فهؤلاء قد رفع عنهم القلم حين يفتون ويؤلفون ويخطبون...
 التحريم عقلي فلا يحرم الله على عباده إلا كل خبيث موبق فهل يعقل أن يحرم المغنى والطرب رب الجمال ومحب الجمال الذي أبدع هذا الكون بما فيه من تجليات الحسن والذوق الأنيق وبدائع المصنوعات والموسيقى التي تنبعث من حواصل العصافير وتنحدر مع مياه السواقي, وتستدبر النسائم في الروابي و الجنائن.
إن الله جميل يحب الجمال والموسيقى أسلوب في الجمال وتعبير عن روح الله التي بدايتها وغايتها السماحة والرحمانية وما الموسيقى ومعازفها إلا لسان هذه السماحة وتلك الرحمانية , وقد ظهر في المسلمين نوابغ وبواقع في صناعة الغناء والتفنن في علوم الطرب والتلحين وملؤا دنيا الإسلام شدوا وترنيما.
لم يرد في القرآن الشريف نص أو إشارة إلى تحريم الأغاني وآلات الطرب, وما جاء من تعسف في تأويل بعض الآيات وجمع لأقوال المفسرين لا يساوي ثمن نعل متخرق .
أما الأحاديث التي جاءت في معنى التحريم فقد أنكرها ابن حزم كما جاء في كلام الأخ الكريم. وأنا أذهب في شأن الحديث النبوي الشريف أبعد من هذا فإن أحاديث التحريم كلها آحاد, وقد أجمع علماء الملة الإسلامية على أن أحاديث الآحاد مبناها على الظن وليس على اليقين بخلاف المتواتر وهو قليل في كتب الحديث.
فإذا كانت هذه الأحاديث مبناها على الظن لا يهمني هنا وصفه بالراجح ما دام ظنا, والله يقول إن الظن لا يغني من الحق شيئا فإن كل هذه الأحاديث ساقطة من الإعتبار. "سأعود إلى مسألة  حجية الأحاديث الأحادية في موضوع نقد المسلمات إذ أن معظم معضلاتنا الفكرية  وأزماتنا الإجتماعية وطريقتنا في التدين وتطبيق تعاليم الديانة سببها هذه الأحاديث الآحادية التي رواها أصحاب السنن والمسانيد وحشيت بها كتب التفسير وامتلأت منها المقرارت واعتقدت بها بعد المجتمعات فانقلبت عقيدة وسلوكا ومنهجا معاشا وفكرا ساريا وتراثا قوميا من نابذه عدوه خائنا أو قالوا مفتون باع دينه وأجر قلمه .وكان منها ختان البنات ورضاع الكبير وقتل المرأة والصبي في الحرب, وتفسيق حالق لحيته وسابل ثوبه, واتهام من أحب بني آدم من أبناء الملل الأخرى برقة الدين وتفسخ ولائه وبرائه, وتبديع من لبس البنطلون أو ربط حول عنقه ربطة العنق, وهلم جرا من وصد الأبواب وربط الأقفال حتى يجد المرأ نفسه وقد ضاقت به الدنيا برحابتها وقلت لديه وسائل المتعة والسعادة حتى إذا امتثل لطقوس الحنابلة وأخذ نفسه بمشربهم وانتبذ في ناحية يسمع موسيقار الأجيال يشدوا  بأيها الراقدون تحت التراب وأم كلثوم في نهج البردة قام عليه داعية منهم وهو يعظه بقوله إن المعازف تلهي عن ذكر الله, وإن فلانا من السلف كان يقول إننا كنا نترك سبعين حلالا خشية أن نقع في حرام واحد وإن قوما من الصالحين ما بان لهم سن في تبسم فضلا عن ضحك.
بل إن هذه الفرقة الموغلة في عشق التحريم قد أصابها داء فوبيا الحلال حتى التصفيق والتصفير زعموا حرمته واحتجوا بقول الله في المشركين" وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية" وزعموا أن المكاء هو التصفير والتصدية هي التصفيق فقالوا بحرمته لأنه من عمل المشركين وعلى فرض صحة هذا فهلا فرقوا بين ماكان عبادة وما كان عادة واحتفاء.
وهذا ابن جوزي في تلبيس ابليس عقد فصولا في ذكر تلبيس ابليس على الصوفية في مختلف مناحي الحياة والحقيقة أنه لم يسلم هو نفسه من هذا التلبيس فيقول معلقا على التصفيق والتصفير" وفيه أيضا تشبه بالنساء والعاقل يأنف من أن يخرج عن الوقار إلى أفعال الكفار والنسوة.
فتعالوا أيها العقلاء نتقاضى إلى العقول أي ضير بالله في التصفيق وهل يقتنع اليوم بهذا الكلام عاقل وكلنا يصفق فرحة أو تشجيعا فكيف يخرج التصفيق عن سمت العقلاء, ثم لو كان من يسميهم الكفار يفعلونه هل هذه ذريعة لتركه, فهم أيضا يتطهرون ويتعطرون ويلعبون, ويضحكون ويعملون ويصنعون ويبدعون, ثم هم يأكلون ويشربون, فهل على المسلمين أن يخالفوهم في هذه الأحوال فلا يتطهرون ولايتعطرون ويبكون ولا يضحكون ويرضون بأن يبقوا مع خوالف الأمم فلا يصنٌعون ولا يخترعون, ثم يصومون الوصال حتى يهلكون جميعا فالدنيا ملعونة ملعون من فيها..فعلى جلالة عقلك يا ابن الجوزي ما أقبح تعليقك وأقبح منه من اعتقد به ,فألغى في سبيل تقديس رأيك عقله وكيانه..
واستفت داعيهم عن الرقص يأتيك لسانه يسعى بالإجابة " و لاتمش في الأرض مرحا" فالرقص حماقة بين الكتفين لا تزول إلا بالتعب.
ولو أردنا الاحتجاج عليهم بما يعتقدون به ولا نفعل لقلنا إن الحبشة زفنت بين يدي النبي ص وهو ينظر إليهم وقد رووا عنه أنه قد حجل.
يا رب ما هذا دينك الذي عرفناه نظرا واعتبارا لا تقليدا واعتيادا, فيا أيها الراقدون في ظلام السنين لكم أن تكرهوا الحياة ومباهجها لكن ليس لكم البتة أن تحملوا الناس على كرهها.
the beloved
22 - ديسمبر - 2007
أضف تعليقك