موضوع النقاش : كتاب (حصن الاسم) استفسار موجه للمؤلفة قيّم |
التقييم : التقييم : ( من قبل 1 أعضاء ) |
زهير |
13 - أكتوبر - 2004 |
قضيت وقتاً ممتعا وأنا أتصفح على موقع الوراق كتاب (حصن الاسم) للباحثة المرموقة د. جاكلين سوبليه (ترجمة د. سليم محمد بركات) إصدارات المعهد الفرنسي للدراسات العربية بدمشق. ولم تكن متعة فقط، بل كنت في كل فصل من فصول الكتاب لا أجد بدا من تنفس الصعداء، والاسترسال في إكبار جهود هذه الباحثة المميزة، والتي كانت في كل أعمالها مثالا للتفاني في محبة الأدب العربي وخدمته. إلا أنني استوقفتني كلمات غير مفهومة، تضمنت نظرية قائمة بذاتها، وجهتها السيدة سوبليه كمثل حجارة المنجنيق إلى علم (الإسناد) وذلك في الصفحات (33 و34 و107) من الكتاب. وقد رجعت فيها إلى بحث أعده J UYNBOLL G.H.A. حول اكتشافه أربعة عشر اسما وهميا، استخدمت لسد الفراغات في أسانيد الأخبار، وورد في القائمة التي ذكرتها أسماء رجال من أئمة الحديث. ولا أريد هنا أن أضيع على القراء وقتهم بكلام سيعتبر تحصيل حاصل، إلا أنني سأختار واحدا من قائمة الأسماء الوهمية، وهو ثابت، الذي ترى فيه المؤلفة (ص35) اسما وهميا استخدم محل الاسم المفقود في الإسناد، فهو يمثل محدثا خياليا جديرا كل الجدارة بالثقة. وتضيف: (وأنس أيضاً اسم وهمي آخر سبقت الإشارة إليه، وكأنما هذه الصيغة (أي ثابت عن أنس) إشارة إلى الاختلاق، تعورف عليها في أوساط المحدثين في البصرة بالعراق، حتى إنه كان يكفي للإعراب عن فقد الثقة بحديث معين أن يقال: رواه ثابت عن أنس)
فماذا تريد السيدة سوبليه بهذا الكلام، ومتى تعورف أن (ثابت عن أنس) إشارة إلى الاختلاق، وأين قرأت ذلك.
أرجو أن توافينا برسالة مفصلة تشرح فيها وجهة نظرها، ومرادها بهذا الكلام، وهل رواية ثابت البناني عن أنس بن مالك داخلة في نطاق كلامها هذا، فنحن لا نعرف من يراد بهذه العبارة (رواه ثابت عن أنس) إلا أن يكون ثابت البناني عن أنس بن مالك (ر) وكان من أخص تلاميذه به، وكان الناس إذا أرادوا أن يسمعوا من أنس ما يضن به تشفعوا إليه بصحبة ثابت، وهو في رواة أنس يأتي في الدرجة الثانية بعد ابن شهاب الزهري، ترجم له ابن حجر في لسان الميزان، فسمى مائة وخمسة تلاميذ ممن نقل عنه الحديث، وكان له مسجد يعرف باسمه (مسجد ثابت البناني) وهو ثابت بن أسلم البناني، أبو محمد البصري، وبُنانة التي ينتسب إليها هي بنانة بنت القين، نسب إليها أبناؤها من سعد بن لؤي بن غالب، من ضُبيعة بن ربيعة بن نزار. انظر ترجمته في لسان الميزان طبعة مؤسسة الرسالة (ج4/ ص342) وقد أحال المحقق للتوسع في ترجمته إلى:
طبقات ابن سعد: 7/232، وتاريخ يحيى برواية الدوري: 2/68، وبرواية ابن طهمان: 61،وطبقات خليفة: 214 (في الطبقة الرابعة من أهل البصرة)، والعلل لأحمد: 1/37، 45، 138، 162، 168، 223، 263، وتاريخ البخاري الكبير: 2/1/159، وتاريخه الصغير: 142، والكنى لمسلم، الورقة: 95، وثقات العجلي، الورقة: 7، والمعرفة ليعقوب: 1/218، 230، 487، 507، 2/15، 3، 43، 44، 61، 90، 92، 96، 98، 99، 103، 127، 166، 194، 201، 225, 264، 3/ 24، 25، 46، 67، 77، 156، 163، وتاريخ أبي زرعة الدمشقي: 162، 460، 562، 624، وتاريخ واسط لبحشل: 130، 172، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم: 1/1/449، وثقات ابن حبان (في التابعين): 1/ الورقة: 59، والمشاهير: 89، والكامل لابن عدي، الورقة: 75-77، وثقات ابن شاهين، الورقة: 15، وحلية الأولياء: 3/180 والسابق واللاحق للخطيب، الورقة: 54، وإكمال ابن ماكولا: 1/439، والجمع لابن القيسراني: 1/ 65-66 والأنساب للسمعاني، واللباب لابن الأثير في (البناني)، والمختصر لابن عبد الهادي، والورقة 15، وتذهيب الذهبي: 1/ الورقة: 96، والكاشف: 1/170، والسير: 5/220، والميزان: 1/ 362-363، ومعرفة التابعين، الورقة: 5 والتذكرة: 1/125، ومعرفة القراء 2/202، وتاريخ الإسلام: 5/ 50-52، وإكمال مغلطاي: 2/ الورقة: 37، وتهذيب ابن حجر: 2/2.
وكمثال على مكانة ثابت عند المتقدمين أذكر تعليق ابن حزم في كتابه (الفصل بين الملل والنحل) على الحديث (كان (ص) يقول للأعراب إذا سألوه متى تقوم الساعة فيشير إلى أصغرهم ويقول أن يستكمل هذا عمره لم يأته الموت حتى تقوم الساعة) قال:
( قلنا: هذا لفظ غلط فيه قتادة ومعبد ابن هلال فحدثا به عن أنس على ما توهماه من معنى الحديث ورواه ثابت ابن أسلم البناني عن أنس كما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم بلفظه فقال قامت عليكم ساعتكم وهكذا رواه الثقاة أيضاً عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم كما رواه ثابت عن أنس وقال أنه عليه السلام قال أن هذا لا يستوفي عمره حتى تقوم عليه ساعتكم يعني وفاة أولئك المخاطبين له وهذا هو الحق الذي لا شك فيه ولا خلاف في أن ثابتاً البناني أثقف لألفاظ الأخبار من قتادة ومعبد فكيف وقد وافقته أم المؤمنين
|
شاهد التعليقات الأخرى حول هذا الموضوع |