الإتكال والتجديد كن أول من يقيّم
مفهوم التجديد المتداول في وسائط الثقافة العربية المعاصرة يطمح لأن يكون إبداعاً ، لكنه يسقط في واقعه الإتكالي على الغير . في الغرب تداول التجار مصطلح التجديد كقولهم (تجدد أو مُت ) بمعنى جدّد واجهة وجودة بضاعتك لتغري زبناءك أو تحكم على تجارتك بالكساد والعجز. في نظري مفهوم التجديد هو التلبيس والتقميص للفكر أو الشيئ بمظهر جديد حتى يواكب ويناسب المكان والظروف الزمنية . وفكرة التجديد هاته في الخطاب العربي هي أولا وقبل كل شيئ مطلب إجتماعي يبحث من خلاله المجتمع عن تقييم تموقعه في وسط وتحت أنظار العالم ، بمعنى أن الإنسان عندما يلبس ويتقمص لباسا معينا ليس ذلك رغبة منه في حدّ ذاته , بل هي إنعكاساً وكرد فعل لما يحيط به حسب المكان والمناسبة في بحثه الدائم في تقييم مكانته . مع هذا الفهم ، يكون غرض التجديد في الفكر العربي هو تلببس الواقع العربي الذي عفا عنه الزمن بلباس لائق في بحثه عن تقييم التموقع للإنسان العربي وفكره في العالم المعصر. إحباط المجددين العرب يكمن في وتيرة وبطئ عملية التجديد هاته لمواكبة العصر، فما أن يستووا ويصعدوا نحو حركة العالم درجة ، حتى يكون العالم قد ابتعد عنهم درجات ، والسبب في ذلك يعود لكون حركة التجديد العربي تنطلق من واقع إجتماعي إتكالي واستهلاكي ، زيادة على ذلك لا تواكبه حرية الإبداع في خلق الأشياء . لأنه فقط بخلق الأشياء يتحرر ويتقيم الإنسان . |