ها أنا أترك الضحك الموجع بسجن الغياب لأخرج وأعود اليكم أحبتي ولشمس وصلكم بعد صراع كان بين ارادتي ووعكة صحية أجبرتني الاقامة بالمشفى...وقد انتهى هذا الصراع بفضل الله وقدرته وبيقين خالص من الله أنه جلت قدرته لا يضيع أجر من أحسن عملا. واني والله ما أردت من كلماتي هذه الا أن أصف لكم فرحتي بنعمة المرض التي ابتليت بها من ذو الفضل والجلال سبحانه وتعالى وما بهذه النعمة من رحمة وتقرب لصاحب الفضل والمنة رب العزة...فلم يكن صراعي مع الألم موجعا بقدر ما كان صراعي مع وسوسة الشيطان جارحا ومهلكا...فان مع العسر يسرا وها انا أسطر اليكم أحبتي كلماتي هذه لأرتل عليكم حقيقة قد يجهلها البعض؛ألا وهي أن كل ما خلق الله (نعمة)...وما العذاب والمرض الا نعمة توصل المبتلى لمعرفة قيمة ما هو به من فضل الله وكرمه فلولا نعمة المرض لما عرفت قدر نعمة الصحة،ولولا نعمة الفقر لما عرفت قدر نعمة الغنى،ولكن ما أسلفته لا يعني أن يلقي الانسان بنفسه للتهلكه حجة لينال الأجر،بل مقصدي أن يصبر الانسان على كل ما ابتلي به مما لا يستطيع أن يصد ضرره؛ هذا الابتلاء الذي هو من الله سبحانه جلت قدرته. قال عز وجل:((ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض)) واني والله ما رأيت المرض الا نعمة تنقي النفس البشرية وتقرب العبد من خالقه...فسبحان من جعل الدعاء عند البلاء،وسبحان من جعل الشكر عند العطاء... قال تعالى:((وأيوب اذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين)) فما أجمل عبادة (انتظار الفرج)وما أجلها لما فيها من تعلق العبد بربه. أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يبلغكم مبتغاي ويمن عليكم عز وجل بنعمته وفضله وأن يحيطكم جميعا أحبتي برعايته وعظيم كرمه وستره في الدنيا والآخرة . واني أطرح كلماتي بين أيديكم لتقرأها أعينكم وتترجمها قلوبك...وتخط حروفكم تعليقاتكم عن حقيقة قد عشتها..وانا بانتظار جميع أحبتي بالوراق الحبيب وآرائهم |