هذا موضوع طريف جاد، خفيف ثقيل، أدعو أهل الوراق، وزواره الكرام، إلى الخوض فيه خوضاً لطيفاً هيناً، لما فيه من حرج ومشقة عند بعضٍ من أهلنا. كان مُدرِّستنا في اللغة العربية أيام المراهقة المبكرة في بلدي ليبيا سيدةً فاضلة من أهلنا في مصر، شابة جميلة ومربية كريمة. ومرة جاءتنا مسرورة لتخبرنا بأن زوجها أنبتَ من أجلها "تينة" مثمرةً طيبة لذيذة، وأنها في غرامٍ مع هذه التينةِ الشهيّة حتى أنها تُمتِّع نفسها منها كل يوم ولاتشبع! فكاد الفصل المختلط أولاداً وبناتٍ أن ينفجر حرجاً وحياءً، فلاحظت الأستاذة تعابير التلاميذ والتلميذات المريبةَ فصارت، سامحها الله، تسألنا وتصر على فهم مايجري وإلا! فلما لم يجبها أحد، ولم تُخفِّف هي من حدة استجوابها، قمتُ فأخبرتُها أن "التينةَ" التي تتلذذ بها الأستاذة تعني، في لهجتنا الليبية، مؤخرة الرجل أو المرأة. ولاتسل عن حرج الأستاذة واحمرار وجهها حياء وحشمة ! ولاعن غضبها علي لأن لم أُسِرّ بالأمر إليها إسراراً! فأغيثونا ياورّاقين بعبارات هي مقبولة في بلد عربي ومستهجنة في بلد آخر حتى نتجنبها أو نلغو بها مزاحاً! (وهذه تحية للأستاذ زهير وأهل الوراق الكرام بعد غيبتي الطويلة) موسى علي |