البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : الأدب العربي

 موضوع النقاش : السر المصون في مغازلة العيون    كن أول من يقيّم
 طه أحمد 
3 - يونيو - 2007
باسمه تعالى
أرفعها باسم شاعرنا الأستاذ زهير ظاظا أدام الله أيامه, وسائر سراة الوراق الأعزة الأحباب
 
تقوم فكرة هذه المقامة اللطيفة على اعتبار المغازلة باللحظ فنا برأسه, وغاية بحد ذاتها, ولذة من اللذاذات المستقلة بحظها في الامتاع, المستغنية بحظوتها في الطباع, فتراى منشئها يجعل من لمحات أجفان  الغواني الحسان, ولحظات عيون الشَّوابِّ الملاح, سرا يغوص عليه, ويفتش فيه, فيستفتي فيه خبيرة لقنة, وغادة فطنة, اسمها حنيفة, يفزع إليها كلما ارتبك في أنشوطة غادة غمَّازة, وتغلغل في حبالة أجفان جارية رمَّازة, فيسألها عما غم عليه من أمرهن, وحجب عنه من إشارات غمزهن, فلم يزل بها سؤالا وإجابة, واستزادة واستجابة, حتى برع في مسائل الجفون, وسبر أغوار تلك الشؤون.
 
والحق أن من تتبع لمحات السواحر الخلابات يوشك أن يقع في البلابل, وكيف يسلم المرء من سكرة الشهوة إذا شرب من خمرة اللحظ الفاتر, والطرف الناعس, ومن أي وجه يتوقى إذا انقدحت تلك الشرارة الكهربائية فنفذت من العين لتوافي قدَرها عند حبة القلب, وتتوقد على مهل تحت شغافه, فلو لم يكن لإبليس سهم يرمي به, وشرك يقتل به, وفتنة يستهوي بها, إلا هذه اللحاظ لكفاه. وليس يُحْسِن ملكا بابل, وعصى موسى, وسحرة فرعون, إلا دون ما تحسنه أحداق الولائد.
 وقد قال ابن القيم: النظرة تولد خطرة, ثم تولد الخطرة فكرة, ثم تولد الفكرة شهوة, ثم تولد الشهوة إرادة, ثم تقوى فتصير عزيمة جازمة, فيقع الفعل ولا بد ما لم يمنع منه مانع.
 
وبعد, فهذه مقامة بديعة تفتح أجفانها على أشعة الوراق, بالغ صاحبها في تنميقها وتهذيبها, وتقليب المنطق فيها على أوجه من المعاني, بعبارة رشيقة, وإشارة دقيقة, وحس لطيف, وروح خفيف, وأسلوب وسط بين لغة العامة ولغة الخاصة, وقد نثر فيها مثاني ومثالث من أشعاره, مما دلنا على أنه شاعر دون الفحل وفوق الشُّعرور, ولا زلت منذ أمد أوالي البحث عن ترجمته بين تراجم البشر, وكل ما نعرفه عنه أنه أديب مصري من رجال أوائل القرن الرابع عشر. والله المعين.
شاهد التعليقات الأخرى حول هذا الموضوع
أضف تعليقك
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
تصحيح اسم الأديب كاتب مقامة "السر المصون في مغازلة العيون:    كن أول من يقيّم
 
يرجى تصحيح اسم الأديب الذي كتب هذه المقامة الأدبية وهو الشاعر الفاضل محمد بن أحمد الخطيب التميمي الداري الخليلي، وهو ابن الشيخ احمد التميمي مفتي الحنفية في الديار المصرية في عهد محمد علي باشا، وله مقامة أخرى غزلية مطبوعة في مطبعة المقتطف سنة 1888م تشبه مقامة "السر المصون في مغازلة العيون" ومن هنا جاء الالتباس بأن المقامة مطبوعة. أيضا له ديوان شعر مطبوع بعنوان "ديوان الصفا". وذريته وأحفاده لايزالون أحياء يرزقون.
انظر مجلة المقتطف المصرية الجزء الرابع من السنة الثالثة عشرة صفحة 280 و كذلك مجلة الرسالة المصرية العدد 108 صفحة 1208 سنة 1935
عبدالرحمن
29 - مارس - 2008
أضف تعليقك