البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : التاريخ

 موضوع النقاش : وقفات مع كتاب نظرات في الأعلام للعلاونة    قيّم
التقييم : التقييم :
( من قبل 1 أعضاء )

رأي الوراق :

 أبو النصر 
10 - مارس - 2007
توطئة
أحمدك اللهم حمدا كثيرا، على نعمك العظيمة، وآلائك الجسيمة، وأسألك أن توزعني شكرها، وتلهمني بفضلك ذكرها،  وأصلي وأسلم على نبيك  محمد ﷺ الرسول المصطفى، والحبيب المجتبى، الذي استنقذت  به الناس من الجهالة، وأخرجتهم به من الضلالة، وارض اللهم عن صحابته وآله أجمعين .
وبعد،
 فلا جدال أن كتاب الأعلام للعلامة خير الدين الزركلي ـ رحمه الله تعالى ـ من أحسن ، وأجمل الكتب التي ظهرت في هذا العصر، بل هو أحسن وأجمل المؤلفات في موضوعه،  فقد اجتمع له من المزايا ما لم يجتمع لغيره من الكتب، حسن تلخيص، وسهولة بحث، مع شمول وتوسع، وتنقيح وتمييز...إلخ، ويكفيه أن العلامة الشيخ حمد الجاسر قال فيه :ولو لم يكن للشيخ الزركلي سوى كتابه الأعلام الذي جمع فيه خلاصة تراجم مشاهير الأمة والعلماء الذين عنوا بتراثها ـ لكفاه مأثرة باقية.
ولذا كان كتاب الأعلام من آثر الكتب لدي ، وأحبها إلي ، أكثر الرجوع إليه، والاستفادة منه، وامتدت  صحبتي له أعواما  عديدة ؛ إما باحثا ، وإما مطالعا متسليا.
ومن الطبيعي ـ إذا كان عندي بهذه المرتبة ـ  أن أتابع ما  قيل عنه مدحا ونقدا،   سواء تعلق الأمر بمقالة خاصة عنيت بالتنبيه على ما سها فيه المؤلف، أو أخطأ، أو كان ذلك في كتاب مفرد يتناوله بالإصلاح  والنقد، وقد وقفت على كتابين في الموضوع :
 1ـ الإعلام بتصحيح كتاب الأعلام للأستاذ الفاضل الشيخ محمد بن عبد الله الرشيد،  نشر دار ابن حزم ، 1422هـ، استدرك عليه تاريخ موالد ووفيات عدة ، ونبه على جملة من الأوهام ، وبعض التراجم المكررة  ...
2 ـ  نظرات في كتاب الأعلام للأستاذ البحاثة  أحمد العلاونه ، نشره المكتب الإسلامي سنة 1424هـ في مجلد. وقد كان العلاونه خصص عدة صفحات ـ لنقد كتاب الزركلي ـ في كتابه ذيل الأعلام  ج1 /239 ـ 274 ، وكذلك في ج2 /223 ـ 257 تحت عنوان : (الإعلام بما في أعلام الزركلي من الأوهام) 
لكن وقع  له في فيما كتب أوهام وأغلاط عديدة  مما دعا البحاثة الأستاذ الرشيد أن يفرد كتابا في الرد عليه بعنوان: "قراءة نقدية لذيل الأعلام للعلاونة "، صدر سنة 1425هـ
ثم من بعد زين للعلاونة أن يفرد ذلك في كتاب فجمع ما تقدم وزاد عليه، وأخرجه في كتاب :" النظرات " المقدم الذكر. وقد طالعته فوجدته كرر فيه أغلب الملحوظات التي ذكرها في الذيل، ما عدا الأشياء التي نبه عليها بعض الفضلاء في مقالات أو مشافهات معه، فأدرجها ضمن كتابه .
وقد قرأت ما كتب، وأمعنت النظر فيه،  فألفيته تطاول ولم ينصف، بل أظهر من تعسفه ما يتعجب منه ؛ بل أتى بطوام مضحكات ! ومن ثم أيقنت أن كتاب النظرات نفسه يحتاج إلى نظرات فاحصة!. وعجبت له كيف يفعل هذا ، ويكتبه ويروَّج له بين الناس، ولا يرد عليه ناقد، ويعرض أمام أساتذته ولا ينبهه أحدهم إلى ما في كلامه من الظلم  للموتى، والتجني على الأحياء!.
ومما لفت نظري أن العلاونة مع دعواه معرفة الرجال، ليس في قاموسه لعل وربما  ويمكن ، بل القول الفصل الذي ليس بالهزل، ومع كونه ينتحل فن التاريخ والتراجم فلا يعرف شيئا فيه خلاف، راجح ومرجوح!! ولعمري لئن كان  أبو الطيب يقول:
والظلم من شيم النفوس فإن تجد * ذا عفة فلعلة لا يظلم
فإن من شيم النفوس كذلك حب العدل، والأنفة من العسف، والإشفاق على المظلوم ... وهذا  الذي حملني على تسطير هذه الكلمات على كتاب النظرات. وإن كنت في الحقيقة أكره الانتقاد لأي أحد، وأتجنب الردود على الناس ما استطعت؛ مع ما قد يتضمن من الدفاع عن الحق، وبيان الصواب، والدلالة على الجادة... أجل! مع ذلك أكرهه وإذا  فعلت فإنما أنا مكره  غير راض، ومضطر غير مختار؛ لأنه يشغلني عن أشياء  أهم  والوقت أغلى من أن يستنفذ في غيرها...أولا.
ولأني أتألم لبعض الآراء السخيفة، وتؤذيني بعض الاستنباطات المعكوسة، وأجد في ردها والتعليق عليها غما  شديدا...ثانيا.
وأعطيك في هذه المقدمة مثالين من ارتطاماته وجهالاته لتعلم أني لم أجاوز حد الإنصاف في كشف حاله، وبيان أمره،  فأول ذلك أني سائلك:
ما قولك في العلامة النحوي جمال الدين ابن مالك الأندلسي، صاحب الألفية والتسهيل وغيرهما؛ أهو رجل مغمور لا يستحق أن نكتب له ترجمة في عدة أسطر  فيمن نترجم لهم من أعلام المسلمين أم العكس وأنه هو إمام نحوي لغوي مشهور?
وإخالك تقول : بل هو إمام معروف مشهور ، لا أحد يقول غير هذا !!
أقول : بلى والله ، هذا العلاونة  المؤرخ يقول ذلك  ويزيد
فقد أخذ على الزركلي أنه ترجم لابن مالك  فقد قال في كتابه (خير الدين الزركلي ؛ المؤرخ الأديب الشاعر) في مآخذه على كتاب الزركلي ص/101
3ـ ترجم لمجاهيل ، أو ممن ليسوا بأحقاء بالترجمة....  والنوري 7/314، وابن مالك 6/233 .
هذا المثال الأول، وعلق عليه بما تشاء، وأزيدك مضحكة أخرى
فأسألك ثانية : أتشك في كتاب الجرح والتعديل  المطبوع، أنه لعبد الرحمن بن أبي حاتم المتوفى (327هـ)
ـ ولعلك تقول: لا يشك في ذلك عاقل..
مهلا !! فإن الأستاذ العلاونة يقول  في: نظراته ص/112 (27ع 1: أبو حاتم الرازي: محمد بن إدريس.لم يذكر أهم مؤلفاته " الجرح والتعديل" وهو كتاب كبير مطبوع مشهور)
ولا تعجب ، فالعلاونة مؤرخ لا يبعد أن يقف على نسبته له في بطون بعض الأسفار التي لم نعرفها! وأين أنا وأنت، وما علمي وعلمك في جانب علم العلاونة ومعرفته !
وليس يخفى  على أي طالب علم مبتدئ أن الكتاب المذكور لعبد الرحمن بن أبي حاتم المتوفى (327هـ)،
ولكن العلاونة يستدرك ، ويقول بملء فيه هو لأبي حاتم بلا خجل، وهذا يعني أنه لم يطلع على هذا الكتاب أصلا، ولا عرفه، فضلا عن أن ينقل منه .
وهكذا يتمادى العلاونة في غلوائه، يجر ثوب خيلائه،  لسان سليط ، وادعاء عريض ،  وانتفاج واسع، مع أنه كثير الجهل، قليل الأدب، ضعيف المنة،  مفلوج الحجة، جسور على النقد، سريع الخطو واسعه عند الرد .
شاهد التعليقات الأخرى حول هذا الموضوع
أضف تعليقك
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
تتمة4    كن أول من يقيّم
 
الزركلي 1/91 ، زَرُّوق، أحمد بن أحمد (846 ـ 889هـ)
قال العلاونة ص/20:" زروق،  أحصى من مؤلفاته الكناشة ، والصحيح: الكناش وهو سيرته الذاتية.  انظر: أعلام المغرب العربي 5/92
وهذا  من الجهل المطبق ؛ والتعليق عليه من وجهين:
أولا: في تأنيث كلمة (كناش)، فقد ذكرها هكذا بالتأنيث ابن القاضي في جذوة الاقتباس 1/130  قبل صاحب أعلام المغرب العربي بأربعة قرون ! والزركلي أخذها منه. ثم ما الفرق بينهما ? فقد جاء في المعجم الوسيط :" الكناشة : الأوراق تجعل كالدفتر تقيد فيها الفوائد والشوارد ". هو ـ مولد ـ ، وكلاهما صحيح من  جهة اللغة التأنيث والتذكير .
ثانيا: أن  الكناشة  ليست هي السيرة الذاتية، وإنما هي كما ورد تعريفها المتقدم عن المعجم الوسيط. فكيف تفوت هذه على الأستاذ العلاونة خبير فن التراجم !! وذي الباع الطويل، والعمل الدائب في التدوين في هذا الفن الذي يريد التخصص فيه والانفراد به دون غيره!.
* * *
ـ الزركلي 1/237 أحمد ... المقَّــري (986 ـ 1041هـ )
أتى  العلاونة هنا بكلام طويل  لا داعي له، وليس له فيه دخل، إنما نقله من  من أعلام المغرب العربي لعبد الوهاب بن منصور، ولئن كان هو  سوغ لنفسه الطول لرغبته في حفظ أصل كاد أن يجتث ، فإني أعتذر عنه بحرصي على حفظ حق مسلم كاد أن يضيع ،  وكشف باطل يلزق برجل أفضى إلى ربه، 
  قال العلاونة في ذيله  2/233 وفي نظراته ص/34 :? ضبط المقري  بتشديد  القاف ورأى أن ما أورده المقري في بداية أرجوزة (إضاءة الدجنة في عقائد أهل السنة) أولها:
يقول أحمدُ الفقيرُ المقَّري * ....حجة في ضبط القاف مع أن الأصح تخفيف القاف  وإن كان تشديد القاف جائزا، فهو من بيت بعرف أهله بأولاد الـمَقْري ـ بفتح الميم وسكون القاف ـ  نسبة إلى قرية بزاب افريقيا تعرف بمقرة، وبهذه الصيغة عرفوا قديمة بتلمسان، ويعرفون حديثا بوجدة وتازة  وفاس بعد انقطع نسلهم منها.
وضبط بعضهم أسرة مقرة ـ بفتح الميم وتشديد القاف ـ فصاروا يعرفون بأولاد المقْري تارة ،وأولاد المقَّري تارة أخرى. وحكى المترجم الصيغتين معا في كتابه نفح الطيب  لما ترجم لجده محمد، وقال: إن على الصيغة الثانية عول أكثر المتأخرين .
يقول  مؤرخ المغرب في عصرنا العلامة عبد الوهاب بنمنصور: ?ويغلب على ظني أنه هو لم يعول عليها  إلا بعدما هاجر إلى المشرق دفعا لالتباسها  بصيغة  المقرئ  التي قد تنقص بها من قدره وقدر أسرته؛  لأن الإقراء دون ما كان ينتحلون من علم وأدب كثير، وأقل من الخطط التي تولوها بالمغرب كالتدريس! والخطابة والإفتاء  والقضاء ، وقد بحثت بنفسي  عن تلك القرية التي وقعت نسبة أسرته إليها، وسألت عنها سكان الزاب، ومنهم علماء وأدباء  ومؤرخون معاصرون كبار...فأكدوا لي أنها قرية معروفة حتى اليوم هناك، وأنها مخففة القاف ساكنتها".
وكذلك ضبطها جغرافيون ومؤرخون كبار كياقوت الحموي، وابن خلدون وإسماعيل ابن الأحمر، ويؤيدها صيغ  أسماء  الكتب التي ألفت عن المقريين مثل:
ـ النور البدري في التعريف بالفقيه المقري لابن مرزوق العجيسي التلمساني الحفيد.
ـ العنبر الشحري فيما أنشدنيه صاحبنا أبو العباس المقري لمحمد بن علي الغماد الوجدي
ـ الورد العطري في قرشية بني المقري لمحمد بن رشيد العراقي الحسيني الفاسي . وقد أطلت في النقل لرغبتي في حفظ أصل يوشك أن يجتث ?.
أبو النصر
10 - مارس - 2007
أضف تعليقك