البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : الفلسفة و علم النفس

 موضوع النقاش : ما ينطوي عليه (الرجال الصالحين من الصوفية)    كن أول من يقيّم
 محمد 
1 - فبراير - 2007
أخبرنا ? ?مكي بن إبراهيم ? ?حدثنا ? ?هشام ? ?عن ? ?الحسن ? ?قال ?
العلم علمان فعلم في القلب فذلك العلم النافع وعلم على اللسان فذلك حجة الله على ابن ? ?آدم ?
أخبرنا ? ?عاصم بن يوسف ? ?عن ? ?فضيل بن عياض ? ?عن ? ?هشام ? ?عن ? ?الحسن ? ?عن النبي ? ?صلى الله عليه وسلم ? ?مثل ذلك .
 
في الحقيقة إن هذا الحديث الشريف لهو شاهد واضح على واقع الصوفيين وذلك في شطره الأول حيث يقول عليه الصلاة و السلام (فعلم في القلب وذلك العلم النافع) وعلى اختلاف من اختلف في تسميتهم بالصوفية ومعناها ، فالحق يقال أنه يترتب علينا معرفة الجوهر قبل الوقوف عند المظهر .
فهناك علمان : علم الشريعة وعلم الحقيقة ولاغنى لأحد بواحد منهما دون الآخر ولو فعل لسلك طريقاً لن تصل به لمحض الحق ودحض الباطل ، لأن الوقوف عند العلوم الشرعية دون امتزاجها بنور القلب قد يصل بصاحبه الى الغلو في الدين ، كما أن السير في مشاعر القلب من دون إطار الشرع كثيرا ما يجعل المرء في شطط بعيد .
وهذا العلم الذي يجب أن يكون في القلب هو علم الحقيقة وموضوعه النفس البشرية والمقصود هنا بكلمة القلب ألا وهو قلب النفس ومركزها ، قال تعالى :
( يا ايها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا امنا بافواههم ولم تؤمن قلوبهم .........)               / سورة المائدة - آية  41/
 
فالنفس هي محط التكليف وعليها المعول في كل شيء ولها المشاعر في كل شيء ، ففيها أودع الله تعالى الفطرة التي فطر الناس عليها ومن خلال ما اكتسبت كل نفس في هذه الدنيا تكون رهينةً غداً يوم القيامة ، وهي التي تسأل في القبر وهي التي تجيب بدليل أن الفكر وما حوى يبيد ويصير رفاتا وترابا لذلك فمهما حفظ الانسان من علوم شرعية هنا في الدنيا فلن تفيده غدا في قبره عندما يسأل عنها ان هي لم تتحول لمعقولات في صميم هذا القلب وهذا هو معنى قوله صلى الله عليه وسلم (وعلم على اللسان فذلك حجة الله على ابن ? ?آدم )
 
أما دور رجالات الصوفية فهو دلالة من أراد من الناس على علم الحقيقة و ذلك ضمن ما جاء به القرآن الكريم والسنة المطهرة .
وبالأحرى تعليم الانسان كيفية الانتقال من بحر الشريعة الى فلك الحقيقة ، وان شئت فقل تحويل ما تعلم من علوم شرعية الى مشاعر ومعقولات نفسية قلبية تبقى مع الانسان في حياته ومماته ونشوره .  
 
 
ملاحظة : تم نسخه من تعليق لي على موضوع بعنوان (الصوفية والرد على المستشرقين) لرودينا في مجلس :
 /الفلسفة وعلم النفس /
 
 
شاهد التعليقات الأخرى حول هذا الموضوع
أضف تعليقك
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
أركان التصوف 4    كن أول من يقيّم
 
نتحدث اليوم عن المحبة والمعية :
 
إن المحبة ما بين أهل الايمان شيء أساسي في طريق الايمان وركن من أركانه التي لايمكن الاستغناء عنها ، فمن المعروف أن المحبة تعبد الطريق أمام المتعلم و تختصر له الزمن وتجعله يصل بسرعة لمبتغاه طاوياً مراحل كثيرة في فترات قصيرة ، فكما قال أحد المربين لوالد تلميذ عنده ( خذ ابنك عني فإنه لا يحبني ) أي أنه لن يتعلم مني ما دام يفقد تلك المحبة .
إن هذه القاعدة التربوية لهي من صلب الدين الاسلامي وعليها بني الايمان في النفوس ، فالصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم لم تنهض نفوسهم ذلك النهوض ولم تسمو ذلك السمو إلا بمحبتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وعشقهم له .
وكذلك هي الحال ما بين المريد والمرشد فطالما أن ذلك المريد في معزل عن تلك المحبة لمن يأخذ بيده الى الله تعالى فهو من الوصول ممنوع ومن الاتصال مقطوع .
   
فقد جاء في الحديث الشريف :
 
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَوَكِيعٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ?"? لاَ تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَلاَ تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا
 
لذلك نرى أن رجال الطرق الصوفية يحرصون كل الحرص على العلاقة الروحية مابين المريد ومعلمه لأن تغييراً بسيطاً في خاطر المريد مع مرشده يجعله يسيء الظن فيه واذا أساء الظن فيه انقطعت تلك الصلة فيما بينهما ، الأمر الذي يؤدي به للخروج من تلك الدائرة من حيث لايشعر فيغدو مفتقراً لتلك المشاعر العالية التي كان عليها من جراء تلك المحبة المتبادلة ما بينه بين محبوبه .
 على العكس من ذلك فالذي يبتغي وجه الله تعالى في تلك المحبة فإنك تراه يغذيها بحسن الظن تارة و بما تراه نفسه من حال طيب كلما تذكر معلمه وما له من فضل عليه بتسليكه تلك الطريق النقية التي جعلته يستقيم على أمر ربه ويسعد بعبادته ويترك ما سواه من أمور مختلطة لا خير فيها .
 
عندها ينشد المريد البقاء في ذلك الحال النفسي الطيب بتلك المعية والصحبة النفسية ويسعى على الدوام أن يكون بحضور نفسي قلبي مع خالقه بمعية أهل الايمان فلا تعدو عيناه عنهم طلية نهاره وفي حله وترحاله فهو معهم ومنهم وفيهم .
وذلك مصداق قوله تعالى :
 
وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا 28 الكهف .

نراكم إن شاء الله في ( أركان التصوف 5 )
 
 
 
محمد
21 - مايو - 2007
أضف تعليقك