موضوع النقاش : مدحت باشا أبو الأحرار قيّم |
التقييم : التقييم : ( من قبل 2 أعضاء ) |
زهير |
9 - أكتوبر - 2004 |
أنصح القراء بتوخي الحذر في قراءة ما يلقى جزافا على مواقع الإنترنيت، فقد قرأت في مواقع كثيرة أن مدحت باشا أبا الأحرار يهودي الأصل، أو من يهود الدونمه، وكيلا تمر مثل هذه الفرية من تحت أبصارنا أردت فقط أن ألفت النظر |إلى أن مكانة مدحت باشا في نفوس العرب جعلت خير الدين الزركلي يخرق شرطه في الأعلام ليزين كتابه بذكره، معتذرا بأنه ظهر أنه كان يحسن العربية وله فيها شعر. انظر ترجمة الزركلي له في محله على موقع الوراق. وفيما يلى نموذجين من المواقع التي أشرنا إليها، الأول: موقع (الشبكة الإسلامية) وفيه:
عمل النصارى بالتعاون مع إخوانهم اليهود على إسقاط الخلافة العثمانية، فاندس فيها أمثال مدحت باشا وهو يهودي، كان له دور كبير في الخلافة العثمانية، حتى إنه ساهم أحياناً في إسقاط خليفة ونصب خليفة آخر والمصادقية على الدستور، وكان ينادي بإتاحة الحريات وتبين فيما بعد كما قال السلطان عبد الحميد قال: تبين أنه كان ينادي بالحريات له ولقومه من اليهود ولحزبه وطائفته، ولا ينادي بالحريات الحقيقية للناس كلهم أجمعين، ولذلك كان اليهود يتربصون سقوط الخلافة حتى ينفذوا مخططاتهم في فلسطين ، حتى أنهم أعلنوا الإسلام كما هو معروف في يهود الدونمة، وتغلغلوا في الخلافة بالطريقة التي سوف أتحدث عنها الآن.
مدحت باشا هذا هو يهودي، كان الغربيون يسمونه في أوروبا أبا الحرية، لماذا?
لأنه كان ينادي بالحرية، ويطالب بالمصادقة على ما يسمونه بالدستور، الذي يضمن حقوق الأقليات، يضمن حقوق اليهود في التمتع بحرياتهم كما يشاءون، داخل ستار وراية الدولة العثمانية.
والثاني: موقع (فتح الله كولن) وفيه:
وفي الأناضول كانت جماعة "الدونمة"[1] في نشاط محموم. لقد غيروا أسماءهم إلى "محمد" و "علي" ولكن نفوسهم وقلوبهم لم تتغير أبداً، ولم تهدأ أحقادهم، وكان هذا الحقد والغيظ كافياً لإشعال نار الفتنة في كل مكان. وكما كان اليهود أعدى أعداء الرسول صلى الله عليه و سلم في المدينة، وكان ابن سبأ وجماعته أعدى أعداء الإسلام في عهد علي بن أبي طالب رضي الله عنه كذلك كان الدونمة أعدى أعداء السلطان عبد الحميد. كان مدحت باشا من هؤلاء الدونمة، وكانت اوروبا وراءه وهو يقوم بإنجاز مهمته في ايقاد نار الفتنة. ...
قام مدحت باشا وبعض من أعوانه بقتل السلطان عبد العزيز. وكانت محاولة إظهار الجريمة وكأنها انتحار من السذاجة بحيث أنها ما كانت لتخدع صبياً صغيراً. فعندما قتل عبد العزيز قصت شرايين رسغيه وقيل إنه انتحر هكذا. ولكن إن قص شريان أحد رسغه فبأي يد استطاع قص شريان رسغه الآخر? ثم إن بعض شرايين عنقه كانت أيضاً مقصوصة. فكيف يمكن أن يكون هذا انتحاراً?! ثم ما السبب الذي دعاه إلى الانتحار? كل ما قيل في هذا الخصوص عبارة عن أكاذيب وعن افتراءات.
ثم شكلت هيئة للتحقيق هذا الموضوع. وبعد قيام هذه الهيئة بتدقيق التقارير المقدمة لها أصدرت قرارها بإدانة مدحت باشا وأعوانه وأصدرت حكم الإعدام بحقهم. فكيف يكون عبد الحميد سلطاناً أحمر وهو الذي استعمل صلاحيته فخفف أحكام الإعدام هذه عن قاتل عمه الذي كان في الوقت نفسه أعدى أعدائه، وخفَّفَ هذه الأحكام إلى سجن مؤبد ونفاه إلى الطائف. وهنا هبت الاستخبارات السرية الدولية في محاولة لأنقاذ مدحت باشا الذي كان من "الدونمة" وتهريبه من السجن. عند ذلك أصدر عبد الحميد أمراً مشدداً إلى والي الطائف بأنه إن تم تهريب مدحت باشا من السجن فسيكون هو مسؤولاً مسؤولية كاملة عن مثل هذا الإهمال الخطير.
وبدأ الوالي كل يوم يتلقى أخباراً عن محاولات التهريب هذه حتى سئم من ازديادها. لذا يحتمل أنه لكي يخلص نفسه من عقاب منتظر قام بخنق مدحت باشا في السجن. فالمسألة غير متعلقة بعبد الحميد من قريب أو بعيد. ثم كان يستطيع تنفيذ حكم الإعدام عليه، ولا سيما أن مدحت باشا حاول اللجوء إلى دولة اجنبية، وهو عمل يرقى الى مرتبة الخيانة. لقد كانت الرحمة لدى عبد الحميد رحمة كبيرة إلى درجة أنها أصبحت حالة مرضية عنده، فلم يرغب أبداً في إراقة دم أي شخص، وهذه الرحمة والشفقة هي التي منعته من مجابهة "جيش الحركة.
|
شاهد التعليقات الأخرى حول هذا الموضوع |