تحية طيبة أستاذ بدر: وبالفعل سؤال محير ؟ أين كتب ابن تيمية ؟ ولكن اسمح لي أولا أن أرد على الشق الثاني من السؤال: (هل الموقع له بعد مذهبي او عقائدي معين ؟) وأطمئنك حول هذا بأن البعد المذهبي للوراق أنه موقع تراثي بحت، ينظر إلى المعرفة على أنها جوهر الحياة وإلى الحياة على أنها عطاء المعرفة، ولا يمكن بأي شكل من الأشكال أن ينحاز إلى مذهب من المذاهب، أو يضع في برنامجه نصرة مذهب دون مذهب، فهو لامذهبي بكل ما تعنيه هذه الكلمة. ولكن لما كانت معظم مؤلفات ابن تيمية في متناول القراء، وقدر الله له ناسا يفدونه بالغالي والنفيس، ويجدون في إحياء تراثه قربة إلى الله. لم يكن حسب قانون الأولويات من المنطقي أن ينفق الوراق تكاليف إعادة نشر كتب ابن تيمة، في الوقت الذي لا تزال آلاف الكتب تنتظر من يميط عنها عادية الدهر ويطلقها من حبسها. وكلي ثقة أنك لو تمكنت من المساهمة بإرسال كتب ابن تيمية لنشرها في الوراق فسوف نكون لك من الشاكرين، وسوف تجد كتب ابن تيمة مكانها المحفوظ في الوراق شأنها شأن كتب ابن عربي. وأنا شخصيا أحب ابن تيمية حبا جماً، مع أني لا أجدني مضطرا لاعتناق آرائه. أحبه لأنني من عامة أهل دمشق، ولأنني قرأت أن عامة أهل دمشق لم تحب يوما من الأيام شيخا محبتها لابن تيمية، وأحبه لأني قرأت معظم مؤلفاته فلم تسعفني ذاكرتي في ملاحظة رجل يدانيه في إحطاته وسعة علمه، وإخلاصه وبذله أقصى ما في وسع الباحث لتحري الحق والتفتيش عنه. أحببت فيه الشيخ الفارس الهمام العفيف النقي التقي، ولكني أتحفظ على الكثير والكثير جدا من آرائه ومواقفه، ولأن التفاصيل من الشيطان فسأقف عند تحفظي هذا وأعود فأتمنى أن يجد الوراق متبرعا يتبرع له بنشر كتب ابن تيمية، وباقي مؤلفات تلميذه ابن قيم الجوزية، فالمنشور من مؤلفات ابن القيم خمسة كتب فقط. والمنشور من تراث ابن تيمية رسالته إلى السلطان الملك الناصري و(جامع الرسائل) الذي جمعه شيخ الشام جمال الدين القاسمي، ولا شيء غير هذا للأسف. دمت بخير وحياك الله وبياك