أولاد الرشيد ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
خلال شهر رمضان لفت انتباهي اكثر من مسلسل تلفزيوني ، لكن مسلسل " اولاد الرشيد الامين والمامون " كان الأكثر أهمية بالنسبة لي لسبب أساس هو أنه عمل تعاطى مع المدون التاريخي عن مرحلة سياسية معينة بطريقة جديدة. وكثيرا ما تقع المسلسلات التاريخية في محذور توثيق الحدث فتسقط في فخ الانحياز. فالتاريخ ، وخاصة التاريخ الاسلامي ، له نصان على الاقل الأول نص السلطة التي جحفلت لنصها كل امكانات الدولة والآخر نص المعارضة الذي سرب جوانب مهمة من مشروعه ، لذا فان العمل الفني التاريخي بحاجة الى تحقيق تعايش منصف بين النصين كي يتسنى للعمل ايصال ما كان يجري من وقائع لمتلقي هذا اليوم. ومسلسل اولاد الرشيد حاول " بعض الشيء" استحضار موقفي السلطة والمعارضة لكنه تحاشى تقديم قراءة نقدية لهما لأسباب تتعلق بحساسيسة النص. عموما فان المسلسل نجح بالمحصلة العامة ، فقد انزعج أنصار " الخليفة" الرشيد من تعرض المسلسل لواقع حياته الماجنة هو وأفراد أسرته ، اذ يرون أن تقديم مشاهد من هذا القبيل تسيء الى " قدسية الخلافة " رغم آلاف الرويات التي تؤيد النص الدرامي المعروض ، كما انزعج بعض المؤيدين لمعارضي الرشيد من الاقتصار على " شخصنة " المعارضة وعدم التطرق بالتفصيل الى ما كان يطرحه تيارها من وجهات نظر. بل ان بعض الشيعة انزعج من تجسيد شخصية علي بن موسى الرضا واتعبره اعتداء على قدسية أئمة اهل البيت. العمل عموما خطوة جريئة نحو تفحص النص التاريخي دراميا .. خطوة نحو اعادة كتابة التاريخ في ضوء رؤية نقدية معاصرة. |