ماأكثر الذين يقولون : " أنا وبعدى الطوفان " ! 00 ولكن السؤال الذى يتجاهلونه : وماذا بعد الطوفان ?! توجد اجابة قديمة 00 قد تكون غير ذى صلة بالسؤال المطروح 0 ولكنها ذات مغزى فى عالمنا المعاصر ، الذى يباد فى طوفان العنف والعنف المضاد باسم : الدين والجهاد ومحاربة الارهاب 0 فبعد نهاية الطوفان الكونى ، الذى ارّخ الحياة البشرية على الارض 0 شرع أبناء نوح فى بناء برج عال ، بغية أن يجمعهم مكان واحد من الارض ، فلا يتبددون على وجه البسيطة الواسعة 0 كان فى قصدهم جعل العالم كله مملكة واحدة عاصمتها هذا المكان الذى اختاروه فى سهل شنعار وسمى : بابل 0 وليقيموا لأنفسهم اسما ومجدا دلالة على كبريائهم وتشامخ نفوسهم 0 الا أن الله لم يكن فى قصده تجمع الناس ، بل انتشارهم لتعمير الارض 0 ثم لم يكن من صالح الناس أن يلجأوا الى طرقهم وكبريائهم فى تحدى الله 00 فبلبل ألسنتهم 0 كفوا عن العمل ، وتفرقوا شعوبا وأمما ولغات مختلفة 0 لم يعد هناك شعب بعينه مختارا ، لأننا نحن الذين نختار ! ولم يعد هناك شعب ممّيز ، فلا فضل لعربى على أعجمى الا بالتقوى ! بل هو يشرق شمسه على الأشرار والابرار معا وبلا محاصصة 0 لم نسمع أن الله عاقب اليابان ، التى معناها : مصدر الشمس 0 والتى تعرف بأرض الشمس المشرقة 0 وعلمها الوطنى ، يحمل : استدارة الشمس 0 بأن حجب الشمس عن شعبها ؛ لأنهم يعتنقون البوذية والشنتوية ! ولم نسمع أن روسيا البيضاء ، صارت سوداء كالحة ؛ لأنها عاشت سبعين عاما فى سواد الالحاد الحالك والتنكر لله ! العلمانية ليست نقيض الدين 00 وانما هى انبثاق منه 0 هى وليدة دين الحرية 0 أى التعاليم السماوية التى تدعو الى الحرية ، وبالتالى حرية الايمان الذى يرتأيه الانسان دون اكراه فى الدين 0 فالدين السماوى لا يحتاج الى فرضه بقوة القانون 0 ولا الى حماية السلطة 0 فنحن بذلك نشرك بالله ، ونتهمه بأنه لا يستطيع حماية كلماته وتعاليمه ! لقد نادى فولتير 00 وهو رائد من رواد النهضة فى فرنسا ، بل فى أوروبا كلها ، بضرورة فصل الدين عن الدولة ، قائلا : "ان سيطرة الدين على الدولة يضر بالدين ويحط من شأنه 00 "لأن قوة الدولة البوليسية تحل محل القوة الروحية للدين وهى القوة التى يجب أن يظل متمتعا بها 00 " والدين يجب أن يتجرد من كل سلطان مادى حكومى أو بوليسى ، " لكى يصل الى القلوب بقوته الالهية فحسب "000 ،000،000،000 العلمانية ،تعنى : " الدين لله والوطن للجميع " 0 " لكم دينكم ولى دين " 0 " اعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله "0 هى طوق النجاة فى طوفاننا التعصبى و العنفى المعاصر 0 |