هل الانسان وثني بالطبع ?
هذا العنوان تساؤل الدكتور في كتاب له رأيت انه قد يفيد في فهم ما يجري للانسان في كثير من دول العالم والعالم العربي بوجه الخصوص .
حيث الطائفية والمحاصصة باسم الدين, والدين بعيد عن العنصرية والتحيز الاعمى والذي قد يقترب من الوثنية والبعد عن الدين للاقتراب من الشرك بالله .. وإلا ما نسمي
قتل النفس التي حرم الله قتلها وعدم الامتثال لامر الله وانما الامتثال لامر طائفي او مذهبي او قبلي . والسير الاعمى في ركب رجال دين اتخذوا الدين ستارا لمصالحهم واطماعهم الدنيوية ، فيبيعون دين الله الصحيح و الارض والعرض من اجل المال او المناصب الزائلة والكراسي التي توقد تحتها نار جهنم باذنه كما وعدهم الله , ان لم يتقوا الله ويخافوا وعيده ..
اتراهم يحسبون انفسهم مخلدين ? لا اعلم كيف سيقابلون وجه ربهم ? ام تراهم سيقابلونه وهم يحملون بيمناهم او يسارهم صكوك الغفران من الائمة والمشايخ ?
نعود لموضوعنا هل الانسان وثني بطبعه? يقول الدكتور كلاما جميلا أوافقه عليه واريد ان اشرك من يرغب في لاطلاع عليه .. يقول : ان البشر قسمان : مفكر عميق النظر بعيد الافق واسع الرأي , يقلب الامور على وجوهها وينظر الى الحياة باختلاف تطورها , وتناقض وجوهها , وآخر لا يكلف نفسه بالتفكير , ويعتمد على غيره في حل مشكلاته الاقتصادية , والنفسية والاجتماعية .. ويسير مع الناس كما يسير القطيع يسمع ويطيع , ويوجد من هؤلاء في كل الامم ولك الشعوب في العالم , وهم الاكثرية التي تؤمن دون وعي وتطيع دون تفكير , وتضحي دون ان تحس لماذا تضحي او تقدم قرابين رخيصة للحاكم , لان المز اراد هذا سواء أكان ملكا أو نبيلا أو اقطاعيا أو كاهنا او قسيسا ( أو رجل دين مسلما اتخذ من الدين ستارا لتحقيق مآربه الدنوية ) هذه العبارة من عندي انا الكاتبة الناقلة ..
وهذا ما قاله المعري :
اثنان أهل الأرض ذو عقل بلا |
|
ديـنٍ وآخـر ديّنٌ لا عقل له |
ان التأكيد على ان الله وحده الحاكم المسيطر وتكرار القول بأن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم
بشر يوحى اليه , رفع الفكر الانساني عن الوثنية وابعده عن عبادة البشر , والاصنام التي هدمها الاسلام
قبل أي شيء في الكعبة , ولما بعد المسلمون عن جوهر الدين تحول بعضهم الى عبادة وثن مصور في الشيوخ والمتصوفة والفقهاء والعلماء الذين أرادوا أن يبصروا المسلمين بالدين , ويبسطوا تعاليمه لكي تفهمه الاكثرية
فساد بعض هؤلاء الرجال واستعذب بعضهم هذه السيطرة وتمسكوا بها , وتحولوا الى حكام لهم مصالحهم التي يدافعون عنها وساعدتهم الطوائف الجاهلة .. وجرت معارك بين المسلمين انفسهم وبين الطوائف ذاتها بعد عودة الوثنية الاولى وابتعاده عن الدين الصحيح .. فحولت الشعوب العربية كثير من الرموز السياسية والدينية ( الطائفية والمذهبية ) ورؤساء القبائل الى اوثان جديدة وساروا خلفها بدون ادنى وعي لما يقودونهم اليه .. متى نجتنب هذه الاوثان ?
|