
محمد المختار السوسي... صفحات مشرقة... أنارت المغرب الأقصى،.
وهو صاحب كتب ودوواين رائعة، وهو الأديب الفقيه الأريب، من مؤلفاته " المعسول " و " سوس العالمة " و " إيليغ قديما وحديثا " و " رجالات العلم العربي في سوس " و " أصفى الموارد " و " خلال جزولة " و " الإلغيات " وغير ذلك من المؤلفات العظيمة، وقد كان عالما بالفقه والأدب والتاريخ خاصة ما يتعلق بتاريخ سوس وتراثه العلمي ..
بالإضافة إلى العديد من رسائله وكتبه المخطوطة ...
كانت ولادته في قرية "إلغ" بمنطقة سوس جنوب المغرب سنة 1319 ه، وتوفي رحمه الله تعالى في 28 جمادى الثانية 1383 ه الموافق 15 نونبر 1963م .
وفي هذه الصفحات من الوراق، ـ الصرح الأدبي الرائع الذي يرتاده الأدباء من شتى أنحاء العالم ـ أردت أن أعرف ببعض العوالم التي خاض فيها السوسي، وهي محاولة لربط المغرب الأقصى بالمشرق، حيث إن المشارقة يجهلون الكثير عن هذه الربوع من جنوب المغرب ورجالاته ..
كتب رحمه الله في كتابه المعسول يقول :
" نحن نوقن أنه سيأتي يوم يثور فيه أولادنا أو أحفادنا ثورة عنيفة ضد كل ما لا يمت إلى غير ما لآبائهم من النافع المحمود، ثم يحاولون مراجعة تاريخهم ليستقوا منه كل ما في إمكانهم استدراكه .
فلهؤلاء يجب على من وفقه الله من أبناء اليوم أن يسعى في إيجاد المواد الخام لهم في كل ناحية من النواحي التي تندثر بين أعيننا اليوم، وما ذلك إلا بإيجاد مراجع للتاريخ يسجل فيها عن أمس كل ما يمكن من الأخبار والعادات والأعمال والمحافظة على المثل العليا .
بل يسجل فيه كل ما كان ولو الخرافات، أو ما يشبه الخرافات، فإن نَهَم من سيأتون في الغد سيلتهم كل ما يقدم إليه كيفما كان، ليستنتج منه ما يريد أن يعرفه عن ماضي أجداده، وهذا إحدى مغازي هذا الكتاب .. " ص " ( د ) .
كتب ذلك وهو في المنفى بمسقط رأسه ( إلغ )، وبعد مرور هذه السنون ( انتهى من الجزء الأول من المعسول في أواسط 1358ه، في عشرين جزءا ) يحق لنا أن نتساءل، هل وفى الزمن بما كان السوسي موقنا بوقوعه ?
هل ثار الأولاد والأحفاد ثورة من الثورات عنيفة كانت، أم محتشمة خنوعة ? هل راجعوا تاريخهم ? هل فعلوا شيئا بعد هذه السنون ?
سأحاول انطلاقا من مجالس الوراق الغوص ـ وإن كنت لست لذلك بأهل ـ في أغوار سوس العالمة، وفي سبر ما سطره المختار السوسي في كتبه من نفائس وددرر ..
أحاول جهد المقل، وحسبي أن أثور مع خلجات نفسي أذكرها .. وتذكرني،.. رجالات سوس من فقهاء وعلماء وصلحاء وشعراء وأدباء،.. وأجول بخاطري في ربوعها العظيمة،..
والباب مفتوح غير موصد لمن أراد الغوص معي في جبال سوس ووديانها ووهادها وسفوحها ورجالاتها،.. |