| لا مفر من المثاقفة كن أول من يقيّم
ببدو أن موضوع المثاقفة بين الثقافة العربية و نظيراتها من الثقافات الأخرى التي تفاعلت معها عبر التأثير و التأثر على مر العصور قد أفرز مواقف مختلفة كان أهونها موقف يزعم التمسك بالهوية ويدعو من ثم إلى الإنغلاق على الثقافة العربية خوةفا من أن يطالها نوع من التغييرقد يؤدي إلى الإضرار بها وفك عرى بنيتها . أما الموقف الثاني فهو يطالبنا بالإنخراط في عملية الإقتباس ويفرض علينا نوعا من التبعية للثقافة الأجنبية نكون فيها منفعلين غير فاعلين متأثرين غير مؤثرين نقبل بكل ما يأتي من الغرب تحديدا دون أن نبدي أي ممانعة اتجاهه ،و هو موقف يدعوا إلى الإستلاب . و بين الموقفين يظهر موقف ثالث مؤداه أن التثاقف يحتاج إلى كثير من الحذر ولا ينفع معه الموقف المتسرع لأن وجودنا في هذا العالم يفرض علينا أن لا نكتفي باجترار نرجسي لمقدراتنا الفكرية و اللغوية معتقدين أن تراثنا الفكري و الحاضري بوسعه أن يتطور,و كم هو في حاجة إلى ذلك ?, إن هو لم يتابع الفكر الغربي و يتفاعل مع المستجدات في العلم و المعرفة , غير أن المتابعة لاتعني التبعية و التفاعل لا يفيد الإستلاب , لأن المتابعة تمثل قدرتنا على هضم المستجدات وتحويلها مع مراعاة السياق التداولي للثقافة المنقول إليها أي الثقافة العربية , إن التثاقف يقتضي القدرة على الإبداع وعدم الإكتفاء بالتقليد الذي يؤدي إلى تشويه معالم الثقافة المنفعلة وبدل من أن تنتفع بفعل المثاقفة ا يصيبها منه ضرر يخل بعبقريتها ويبدد معالم وحدتها , و المثاقفة في مجال الدراسات اللسنية لم تعد مجرد تصورات نظرية ، بل أضحت واقعا عينيا يعايشه جل الباحثين على اختلاف توجهاتهم و أفكارهم ، وتقويم درجة استفادة اللغة العربية من هذا الزخم الفكري و المصطلحي الهائل الذي تغلغل في نسيج اللغة العربية في شتى المجالات من نحو و بلاغة ونقد لا يمكن إلا أن يعكس مستوى الباحثين الذي يتراوح بين الجيد و الرديء غير أن المراكمة أفرزت لنا باحثين على قدر كبير من التحكم في الوسائل و الأدوات التي يشتغلون بها وقد أسهموا بحق في إحياء الجمود الذي كان قد ران على البحث اللغوي منذ القرون الوسطى و جعل اللغة العربية تتراجع غلى الصفوف الخلفية و تفقد قدرتها على التواجد في كدكثيؤر من المجالات العلمية و المعرفية وللإطلاع انظر إلى أبحاث كل من الباحثين : طه عبد الرحمان ،أحمد المتوكل ، ... و للحديث بقية إن أحببت مع تحياتي | mohammed | 18 - سبتمبر - 2006 |