| الشعر الحر و سراديب الصراع الأيولوجي المتخفي كن أول من يقيّم
أيها الزائر الكريم تحية عطرة , و بعد ... لا أعتقد أن غاية التي أسعى إليها , شخصيا على الأقل , أن أتوافق في الرأي مع زوار الموقع , و إنما الغاية التواصل و الحوار . أريد أن أطرح وجهة نظري العلمية في المسألة من المسائل الجديدة القديمة من مسائل الساحة الثقافية العربية الراكدة . أقصد أن مسألة شعر الحر , و إن كانت ذات طبيعة إشكالية , هي , كذلك , ذات وجهين : أولهما : ثقافي علمي , و ثانيهما : عقائدي أيديولوجي . صحيح أن تعاطي معها قد يؤدي إلى الإلتباس و الخلط . لذلك علينا أن نبدأ أولا بالضرورة الفصل بين الوجهين : العلمي و الأيديولوجي . لك الحق أن ترى ما تشاء .. غير أنه من الضروري تجاوز كل طرح فيه قدح بأية شخصية إبداعية كانت . الرواد هم الرواد لهم فضل الريادة في الشعر العربي . قد يكون شعر التفعيلة مخالفا لأذواق بعض النخب الإجتماعية , غير أنه بات جزءً من الخريطة الإبداعية الراهنة . لقد ظهر الشعر الحر في ساحة شعرية شائكة ? و استطاع أن يفرض وجوده . و لعل من المفارقة العجيبة أن يلقى هذا اللون اجافا من جيل الثلاثينات الذي حمل راية التجديد , ثم تخلى عنها عندما خابت أمانيه في الغرب إثر قيام الحرب العالمية الثانية . و يكفي أن أذكر الأخوة بموقف عباس العقائد من شعر صلاح عبد الصبور . أريد أن أقول لماذا هذه الشراسة في رفض الشعر الحر ? . إنه مجرد شعر , و ليس أكثر من ذلك ? . لماذا كل ذلك الحرص على القصيدة العمودية ? أ ليس ذلك تكريسا للثقافة الأحادية و الأيديولوجية الشمولية ? التعدد طبيعة بشرية تتجلى في كل ممارسة أو نتاج بشري . إن القبول بالمغاير و المخالف هو مدخل الفعلي للحرية و التعددية و الإبداع . كان المقال الأول علمي .. غير أن الرد على زائر قد دفعني إلى نوع من مساجلته أيديوجيا .. عفوا إعرف بأنه من حق كل زائر أن يعبر وجهة نظره , لكن مع وجوب احترام مبدعينا مجددين أو محافظين , فلولاهم ما كان موقع الوراق , و لا مجالسه الممتعة .
مع فائق الاحترام و التقدير لك أيها الزائر كريم . | لطفي | 8 - مارس - 2006 |