الشعوب المتخلفة وخاصة القائمين على إدارتها لا تعطي أهمية للزمن، فهي تهتم بالنهاية لا بالبداية،في المقال التالي سوف نلقي من زاويتنا على مفهوم آخر الزمن كما هو متداول عند العامة بتزكية من الفقهاء وعلماء الدين.
في طفولتي، كنت أسمع: " أن علامات آخر الزمان، هو عندما يصبح القوي يأكل الضعيف ". فكانت العبارة تعني بالنسبة إلي: أنه على الإنسان أن يتصف بالعدالة والعفة والحِلْم... إلى غير ذلك من الصفات الإسلامية والإنسانية، وعلى ذلك الأساس، فالإنسان يمكنه أن يؤجل أو يعجل ب" آخر الزمان ".
وعندما التحقت بالجامعة، وتخصصت في دراسة التاريخ، بدا لي أن " آخر الزمان " بالنسبة لنا نحن العرب المسلمين، قد بدأ عندما لم نعد نعطي للزمن أهمية في حياتنا، عندما أصبح موقعنا في الزمن هو الدفاع وانتظار الضربات المفاجئة، بعبارة أوضح، بـدأ " آخر الزمان " عندنا، عندما ضيعنا زماننا وأصبحنا نعيش في زمن الآخر/القوي، فكان " آخـر زماننا "! إن المتأمل في تاريخ علاقاتنا بأروبا، يستطيع أن يقرر أن تاريخ بداية " آخر الزمان " بالنسبة لنا كان خلال القرنين 15 و 16 الميلاديين، عندما خرجنا من الأندلس، واستوطن الإسبان والبرتغال شواطئنا...
وتوالت السنون، وتوالى جبروت أروبا... ونحن نردد:" أن أهم علامات آخر الزمان، هي عندما يصبح القوي يأكل الضعيف..." وجاءت أروبا واستوطنت أراضينا، واستعمرتنا وأذلتنا، وقلنا:" إن ذلك من علامات آخر الزمان ". وزرع الكيان الصهيوني في قلب الأمة العربية الإسلامية، وقلنا:" إن ذلك من علامات آخر الزمان "...
وتوالت السنون ونحن نرصد " علامات آخر الزمان " التي كانت آخرها الحرب القذرة على الشعب العراقي، إنها العلامة الكبرى لفرض الهيمنة على العالم من طرف الولايات المتحدة الأمريكية باسم " النظام العالمي الجديد "... و" العولمة " التي زرعت اليأس في إمكانية تخطي مرحلة " آخر الزمان ".
فمتى سينتهي " آخر الزمان " يا عرب، يا مسلمين? ومتى ستسجلون بداية زمانكم?.. وهل إنهاء الحصار على الشعب ...وهل احتلال العراق يمكن أن يكون بداية ل" آخر الزمان " و" بداية الزمــن "? العراق واعتقال الزعيم الرئيس صدام حسين، يمكن أن يكون نهاية للزمن وبداية لآخر الزمن?....واستهداف سوريا ولبنان يمكن ان يكون بداية للزمن?? متى سيكون للزمن بداية يا إخواننا العرب المسلمين?...
|