في حديث دار حول جيش الأخطاء اللغوية التي تغزو لغتنا كل يوم في كثير مما نسمع ومما نقرأ ، اقترح بعض الجلساء أن نتخذ يوما أسبوعيا لمناقشة قضايا الأخطاء ، فقلت : لماذا لا نطلق عليها اسم ( قضايا لغوية ) لتكون أكثر فائدة وأوسع شمولا فإن رأينا أن حديث الأخطاء صار مملا خضنا في عرض الأساليب المهجورة لإحيائها وإعادة تداولها في حديثنا اليومي ، وللعلم فإن هؤلاء الصحب حديثهم بالعربية حتى في دعابتهم ، وإذا شهدتم مجلسهم فلن تفقدوا إلا شخص الجاحظ وكل طريقته في الأدب ماثلة لا تغيب ؛ من شعر ونثر وبلاغة التعبير والتوجيه وسلاسة اللفظ وجمال المنطق والسخرية الهادفة تارة إلى التأديب وتارة إلى الترويح ، وهذا الملتقى في أماسي الأربعاوات ( وإن شئت فقل : الأرابيع ) من بعد صلاة العشاء إلى ما شاء الله لهم وتراهم يلتقون مبتسمين ابتسامة التمهيد للنزهة المأمولة في فسحات الفكر ويفترقون ضاحكين مما قالوا ومما سمعوا وهم على الحالين إخوان الصفاء وخلان الوفاء إذا اختلفت آراؤهم فلن تتعاند نفوسهم ، وإذا اتفقت نظراتهم في أمر عَدَدْتَه إجماعا منهم على هذا الأمر ، و........ أحببت أن لا أحرم إخواني في منتدى الوراق من خلاصة ما يدور في مجالس هؤلاء النخبة الطيبة , ولكني ما كنت لأقدم على شيء هنا أفرضه فرضا حتى أستشيركم فإما قبلتموه فأنتم مشكورون وإما لا فلا ضير عليكم إن شاء الله ، ولكم تحياتي .