البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : الأدب العربي

 موضوع النقاش : متى نتحرر من سلطان التقليد للقدامى أو للمعاصرين?!!    كن أول من يقيّم
 عبد الكريم 
19 - ديسمبر - 2005

أيها الأحبة!! ثمة تساؤل يدور في الأذهان: لمَ هذا الركود الثقافي? وإلامَ نعيش على فتات معارك القدماء? ومتى ننهض من سباتنا العميق? وكيف نخلص من عالم الاجترار? هل نحن بحاجة إلى رجال من طه حسين لمعاودة الهجوم على قواعد التراث وأصوله بحجج غير الحجج القديمة?! هل مازلنا نحدد حركتنا بدفع الخصوم? أرجوكم متى تنهضون? وكيف تنهضون?! من سيرمي حجراً في البركة الراكدة? وهل سنجد فيها حياة أو أحياء? يا أصيحابي هل من مجيب?!!

أخوكم:أبو رضوان 

شاهد التعليقات الأخرى حول هذا الموضوع
أضف تعليقك
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
في أن المغلوب مولع أبداً بالاقتداء بالغالب في شعاره وزيه    كن أول من يقيّم
 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لا شك أن التقليد فينا لا يأتي لوحده بل له اسباب ومسببات تجعلنا منقادين له كما أن التقليد له ايجابيات وله سلبيات متى عقلت وتجردت من الهوى والتعصب نجت ونجحت والعكس بالعكس صحيح

وبهذه المناسبة أنقل لكم كلام ابن خادون في تاريخه حيث جعل لها فصلا كاملا لاهميتها

الفصل الثالث والعشرون

في أن المغلوب مولع أبداً بالاقتداء بالغالب في شعاره وزيه

ونحلته وسائر أحواله وعوائده

والسبب في ذلك أن النفس أبداً تعتقد الكمال فيمن غلبها وانقادت إليه: إما لنظره بالكمال بما وقر عندها من تعظيمه؛ أو لما تغالط به من أن انقيادها ليس لغلب طبيعي إنما هو لكمال الغالب، فإذا غالطت بذلك واتصلى لها حصل اعتقاداً فانتحلت جميع مذاهب الغالب وتشبهت به، وذلك هو الاقتداء؛ أو لما تراه، والله أعلم، من أن غلب الغالب لها ليس بعصبية ولا قوة بأس، وإنما هو بما انتحلته من العوائد والمذاهب تغالط أيضاً بذلك عن الغلب، وهذا راجع للأول. ولذلك ترى المغلوب يتشبه أبداً بالغالب في ملبسه ومركبه وسلاحه في اتخاذها وأشكالها، بل وفي سائر أحواله. وانظر ذلك في الأبناء مع آبائهم كيف تجدهم متشبهين بهم دائماً؛ وما ذلك إلا لاعتقادهم الكمال فيهم. وانظر إلى كل قطر من الأقطار كيف يغلب على أهله زي الحامية وجند السلطان في الأكثر لأنهم الغالبون لهم؛ حتى إنه إذا كانت أمة تجاور أخرى، ولها الغلب عليها، فيسري إليهم من هذا التشبه والاقتداء حظ كبير؛ كما هو في الأندلس لهذا العهد مع أمم الجلالقة، فإنك تجدهم يتشبهون بهم في ملابسهم وشاراتهم والكثير من عوائدهم وأحوالهم، حتى في رسم التماثيل في الجدران والمصانع والبيوت، حتى لقد يستشعر من ذلك الناظر بعين الحكمة انه من علامات الاستيلاء؛ والأمر لله. وتأمل في هذا سر قولهم: "العامة على دين الملك "

 

 فإنه من بابه، إذ الملك غالب لمن تحت يده، والرعية مقتدون به لاعتقاد الكمال فيه اعتقاد الأبناء بآبائهم والمتعلمين بمعلميهم. والله العليم الحكيم؛ وبه سبحانه وتعالى التوفيق.

 

مشعل
15 - يناير - 2006
أضف تعليقك