بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين باعث الأموات محي الشهداء,
والصلاة والسلام على اشرف من مشى على هذه الأرض
وجاهد لتكون كلمة الله هي العليا مولانا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه واخوانه وحزبه
هذه سيرة الرجل المعجزة
الشيخ والأستاذ الكبير بديع الزمان سعيد النورسي
رضي الله عنه وأرضاه آمين يارب العالمين
أولاأحيكم بتحية الإسلاموهي :السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .
أما بعد فقد بخس حق هذا الرجل ولم يعطى ما يستحق من الاهتمام والدراسة. وقد امتلأت حياة هذا الرجل بالعجائب والغرائب قلما تجدها عند شخص آخر بهذا الاجتماع وعلى جميع الأصعدة, فقد كان جبلا شامخا في قول الحق والجهر به وبذل النفس والنفيس من اجل تبليغ رسالة الله للإنسان, وتربية الرجال الذين يحسنون التبليغ عن هذا الدين وتحبيبه إلى الناس .وفي هذه الورقات القليلة سترون كيف كان هذا الرجل سدا منيعا في وجه المادية العاتية التي كانت ستقتلع الإسلام في تركيا وغير تركيا من جذوره ,على رجاء أن يشارك الإخوة في هذا الموضوع حتى نخرج بخلاصة وافية لسيرته المباركة ونستفيد منها. وكما قال الأستاذ عبد السلام ياسين في المنهاج النبوي تربية وتنظيما وزحفا: نعم المذكر والمشجع قصص سلفنا الصالح. لأن الله تعالى جعل هذه النفس البشرية تتأثر بتأمل الأمثال من جنسنا ما لا تتأثر بالوعظ المجرد، فعسى أن نقرأ سيرة رجل من الصالحين أو سيرة عالم من المجاهدين فنقول لأنفسنا نوبخها ونستنهضها: "فاتك الرجال يا خسيسة.!".
الشيخ المجاهد العالم العامل بديع الزمان النورسي، هو من هو علماً ومكانة في تاريخ تركيا الحديثة التي شهدت وما تزال تشهد تطورات خطيرة منذ بداية القرن العشرين، وما تزال آثاره حتى الآن يتفاعل بها المجتمع التركي المعاصر، الذي يلقى الألاقي في عهود العلمانية والعلمانيين الذين انسلخوا من دينهم، وحاربوا شعوبهم في عقيدتهم وقيمهم وأخلاقهم.
المولد:
ولد سعيد النورسي الملقب بـ (بديع الزمان) في قرية (نورس) الواقعة شرقي الأناضول في تركيا عام (1294هـ - 1877م) مع أبوين صالحين كانا مضرب المثل في التقوى والورع والصلاح، ونشأ في بيئة كردية يخيم عليها الجهل والفقر، كأكثر بلاد المسلمين في أواخر القرن الماضي، وبدايات هذا القرن. وإلى قريته (نورس) ينسب.
علمه:
وقد بدت عليه أمارات الفطنة والذكاء منذ طفولته، ولما دخل (الكتاب) وتتلمذ على أيدي المشايخ والعلماء بهرهم بقوة ذاكرته، وبداهته، وذكائه، ودقة ملاحظته، وقدرته على الاستيعاب والحفظ، الأمر الذي جعله ينال الإجازة العلمية وهو ابن أربع عشرة سنة بعد أن تبحر في العلوم العقلية والنقلية بجهده الشخصي، فقد حفظ عن ظهر غيب، ثمانين كتاباً من أمهات الكتب العربية كما حفظ القرآن الكريم في وقت مبكر من حياته الخصبة الحافلة.
كما عكف على دراسة العلوم العصرية، أو العلوم الكونية الطبيعية، (رياضيات، وفلك، وكيمياء، وفيزياء، وجيولوجيا) والجغرافيا والتاريخ والفلسفة الحديثة وسواها من العلوم، حتى غدا عالماً فيها، ومناظراً فذاً للمختصين بها، وصار له رصيد ضخم من المعلومات، مكنه من الانطلاق من مرتكزات علمية سليمة.
كان طالب العلم سعيد النورسي شديد الاحتفال والاشتغال والتعلق بالفلسفة والعلوم العقلية، وكان لا يقنع ولا يكتفي بالحركة القلبية وحدها، كأكثر أهل الطرق الصوفية، بل كان يجهد لإنقاذ عقله وفكره من بعض الأسقام التي أورثتها إياه مداومة النظر في كتب الفلاسفة.
يتبع:يتبع :يتبع
|