الأبزن: قال المرحوم عبد السلام هارون: الأبزن كلمة معربة عن الفارسية: (آبزن) وهو حوض من نحاس أو حديد، يستنقع فيه الرجل، ويعرف في ألفاظنا الدخيلة باسم (البانيو) وفسر في معجم استينحاس (8) بأنه حوض للاستحمام من نحاس أو حديد، بطول جسم الإنسان، يملأ بماء فاتر طبي، يجلس فيه المريض أو يتمدد. وقد أهمل هذا اللفظ كثير من اللغويين، منهم الليث والجواليقي وابن دريد والزمخشري، أما الليث فقد نص صاحب اللسان على إغفاله الكلمة، وأما الجواليقي فلم يذكره في المعرب، وكذا ابن دريد في الجمهرة والزمخشري في الفائق وأساس البلاغة. هذا مع أن الكلمة مستعملة قديما، جاء في شعر أبي دواد يصف فرسا وصفه بانتفاخ جنبيه:
أجوف الجوف فهو منه هواء |
|
مـثـل ما جاف أبزنا iiنجار | اللسان 16: 196 ..ويفهم من هذا الشعر أنه كان يصنع أحيانا من الخشب، ويؤيده قول ابن بري: (الأبزن: شيء يعمله النجار مثل التابوت) وروى البخاري أن أنس بن مالك قال: (إن لي أبزنا أتقحم فيه وأنا صائم) وقد فسر الأبزن في هذا الحديث بأنه الحوض الصغير، أو حجر منقور كالحوض، أو شيء يتبرد فيه وهو صائم، يستعين بذلك على صومه من الحر والعطش. عمدة القاري (11: 13) مشارق الأنوار وشفاء الغليل (14). (نوادر المخطوطات هامش صفحة 379) قلت: هذا ما ذكره المرحوم عبد السلام هارون، ويبدو أنه لم يرجع إلى تهذيب اللغة ففيه: أما بزن فقد أهمله الليث، وقد جاء في شِعر قديم، وقال أبو داود الإيادي يصف فرساً. ووصفه بانتفاخ جنبيه:
أجوَفُ الجَوْف فهو فيه هواءٌ |
|
مـثـلُ ما جافَ أَبْزَناً iiنَجّارُ | الأبْزَنُ: حوض من نحاس يستنقع فيه الرجل، وهو معرب، وجعل صانعه نجّارا لتجويده إياه.. .)
ومن أخبار الفرزدق في كتاب (الأغاني) قوله: ما مر بي يوم قط أشد علي من يوم دخلت فيه على أبي عيينة بن المهلب - وكان يوماً شديد الحر - فما منا أحد إلا جلس في أبزن....إلخ). وفيه: (حدثني عيسى قال حدثني عبد الله قال حدثني محمد بن عبد الله بن مالك قال حدثني علويه الأعسر قال: دخلت على إبراهيم الموصلي في علته التي توفى فيها وهو في الأبزن وبه القولنج الذي مات فيه، وهو يترنم بهذا الصوت:
تـغـير مني كل حسنٍ وجدةٍ |
|
وعاد على ثغري فأصبح أثرما |
ومحل أطرافي فزالت فصوصها |
|
وحتى عظامي عوجها iiوالمقوما |
قال محمد: فحدثت بهذا الحديث إسحاق الموصلي، فقال: كذب ابن الزانية! والله ما كان يجترىء أن يدخل إلى أبي إسحاق وهو جالس للناس إلا بعد جهد، فكيف يدخل إلى أبي إسحاق وهو جالس في الأبزن). وانظر في الوراق نصوصا كثيرة تتعلق بالأبزن عن طريق البحث عن (أبزن) و(الأبزن). |